بينما تزداد مشاريع الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة، وما يتبع ذلك من مصادرة أراضٍ فلسطينية ذات ملكية خاصة، تقوم الإمارات العربية المتحدة بتمويل مشروع وادي السيلكون في وادي الجوز في القدس، الذي يصادر آلاف الدونومات، ويغلق مئات المحال التجارية العربية في المنطقة، بحسب تصريحات وزيرة إسرائيلية.
الصحف العبرية نقلت عن الوزيرة التي زارت الإمارات مؤخرا أنها عرضت على المسؤولين الإماراتيين مشروع بناء منطقة صناعية للهايتك، على غرار وادي السيلكون في كاليفورنيا في أميركا، وأن المسئولين في الإمارات وافقوا على تمويل المشروع والاستثمار فيه. وزعمت أنه سيشغل عمالة فلسطينية من القدس بنسبة عالية، بما يقضي على البطالة بين الخريجين في القدس، والجملة الأخيرة بهارات تمرير المشروع عربيًّا؟!
لست أدري لماذا أعلنت المصادر العبرية المشروع في هذا التوقيت المبكر؟! وهل هو مناكفة للفلسطينيين، أم لإعطاء زخم للعلاقات الجديدة مع الإمارات، لإغراء دول أخرى لا للتطبيع معها؟! والشيء نفسه، يمكن قوله في الخبر الذي قالته المصادر العبرية عن تتويج ولي العهد محمد بن سلمان بجائزة أصدقاء (إسرائيل)؟!
نحن في فلسطين نتابع هذه الأخبار بألم، ونحس أن قضيتنا هي الضحية لهذه الأطراف؟! (إسرائيل) الدولة المحتلة تجني ثمار احتلالها من العواصم العربية، ونحن ندفع ثمن شطب الديون السودانية، أو فاتورة أرباح الاستثمارات الإماراتية؟! القدس فلسطينية، ووادي الجوز أرض فلسطينية من القدس المحتلة، ومن الخطأ أن تستثمر دول عربية أموالها في مشاريع يهودية على الأراضي الفلسطينية؟! كان يمكن للدول العربية أن تقيم مشاريع استثمارية مجزية لها في الضفة الغربية حيث الأيدي العاملة الرخيصة، وحيث خريجو الآي تي بالمئات، وربما يكون العائد منها افضل لهذه الدول من العائد القادم من مشروع وادي الجوز.
الدول التي تستثمر في مشاريع يهودية على أرض فلسطينية محتلة في القدس، لا تستثمر مالًا من أجل الربح، بل تستثمر مالًا من أجل السياسة، ونيل رضا البيت الأبيض وتل أبيب. الخليج ليس في حاجة للمال، فما عندهم منه فوق حاجتهم، ولكنهم ربما كانوا في حاجة للأمن، والحلفاء بحسب وجهة نظرهم. ولكن الحقيقة تقول إن (إسرائيل) لن تكون حليفا لهم، ولا جارا طيبا البتة. وفي تجربة مصر والأدرن والسلطة الفلسطينية عبرة كافية.