"ابنتي في الصف الثالث الابتدائي، مهتمة جدًّا بدراستها، وحريصة على حصد أعلى العلامات، لكن قدراتها لا تسمح لها بذلك، ولذا غيرتها شديدة من زميلاتها اللواتي يحصلن على علامات كاملة، كيف أساعدها على تحقيق التوازن والاستقرار في مشاعرها، وفهم فوارق القدرات دون أن تتأذى نفسيًّا؟، وكيف أعلمها القناعة بما يمكنها فعله؟، أما الغيرة فكيف أعالجها؟، فأنا أخشى أن تمتد إلى باقي حياتها فتصبح صفة متجذرة فيها، وليست مقتصرة على مسيرتها التعليمية فقط؟"، "فلسطين" نقلت هذا السؤال إلى الاختصاصية النفسية الدكتورة عايدة صالح، وتلك إجابتها:
يجب أن تدرك الطفلة فوارق القدرات، ولكن بطريقة لا تؤذيها نفسيًّا ولا تشعرها أنها أقل من غيرها، وفي الوقت نفسه ينبغي تشجيعها على استمرار الدراسة وبذل كل ما يمكنها من جهد فيها.
عدم إيذاء نفسية الطفلة في تعريفها بالفوارق يكون بإفهامها أن وجود فرق بينها وبين بعض زميلاتها لا يعني أنها أقل منهن، بل يدل على أنها تتفوق عليهن في جوانب أخرى، ويمكن توضيح هذا الأمر بطريقة عملية، كأن تقارن الأم بين أكواب بأحجام مختلفة، وتقول لها: إن العقل كهذه الأكواب، لكل عقل سعة، ومن سعة عقله أقل من غيره يعطيه الله ما هو أفضل في جوانب أخرى، كأن يكون ذكيًّا اجتماعيًّا ولديه مهارات ومواهب لا يملكها من يحصدون درجات أعلى في المدرسة.
وهذا لا يعني دفعها إلى تقليل الدراسة لكون قدراتها أقل، بل حثّها على الاستمرار فيها بكل ما أوتيت من جهد، ثم التوكل على الله والرضا بما تجنيه من علامات.
بعد أن تدرك الطفلة هذه الفوارق يقع على الأهل دور تعزيز الإيجابيات عندها، كالإشادة بالأمور الجيدة التي تفعلها، وبذلك لن تشعر الطفلة أنها أقل من غيرها، وهذا شعور يجب على الأهل منع وصوله إلى ابنتهم لما له من آثار سلبية خطيرة.
أما الغيرة من الزميلات صاحبات الدرجات الأعلى فهذه لا خوف منها، لأنها في الحقيقة منافسة، وليست غيرة سلبية.