إيران مشكلة إقليمية، وليست مشكلة إسرائيلية. هذا ما قاله غانتس وزير دفاع دولة العدو. لماذا إيران مشكلة؟! ولماذا هي مشكلة إقليمية؟! ولماذا عدلت عن كونها مشكلة دولية بحسب خطابها في سنوات خلت؟!
نحن نعلم أن إيران دولة كغيرها من الدول الإقليمية، ولا تمثل مشكلة لأحد بشكل مباشر. وهذا ليس دفاعًا عن إيران، بل هو تقرير حقيقة، وكشف خداع الخطاب الصهيوني. إيران دولة كانت على علاقات ممتازة مع (إسرائيل) في عهد شاه إيران، فلماذا تعدها (إسرائيل) الآن مشكلة؟! هل لأنها قطعت علاقتها مع (إسرائيل)؟! أم لأن إيران في ظل حكم الثورة تتجه لبناء سلاحها وعسكرها اعتمادًا على نفسها؟! إيران تخشى الدوائر من المتربصين بها لذا تتجه نحو الصناعات العسكرية والصاروخية، وترفض أن تكون تابعًا أعمى للبيت الأبيض؟!
إن إيران في هذا التوجه ليست الدولة الوحيدة في العالم، ولكن الدول الأخرى المماثلة لها ليست في منطقة الخليج، ولا في منطقة النفوذ الأميركي، ومن ثمة يمكن القول بأن خطاب دولة العدو والاحتلال يجعل من إيران مشكلة ليلتقي في ذلك مع دول الخليج والمملكة، ومن ثمة تستطيع (إسرائيل) من هذا الالتقاء أن تبتز دول الخليج، وتجري تطبيعا معها، تحت مظلة الدفاع عنها، ومقاومة التغولات الإيرانية في المنطقة. ويبدو أن دول الخليج بلعت طعم دولة الاحتلال، فدخلت التطبيع من أوسع أبوابه، ولكن دول الخليج وبالتأكيد لن تحصل على دفاع (إسرائيل) عنها في حال حصل شجار خليجي إيراني.
وحين تزعم (إسرائيل) أن إيران مشكلة إقليمية فهي أولًا تخادع بذلك دول الخليج ودول الإقليم، وتجعل من نفسها قائدًا إقليميًّا لهذه المشكلة، وهي ثانيًا تقول لدول الإقليم عليكم أن تقيموا تحالفًا ضد إيران، وتمنعوها من السلاح النووي والصاروخي، وهذه مشكلتكم مجتمعين، وعلى الإقليم الانخراط في حصار إيران. وحين تجعل دولة الاحتلال إيران مشكلة إقليمية خطرة، فهي تُنسي دول الإقليم ما يقال إن (إسرائيل) أخطر على الإقليم من إيران، لأنها تمتلك سلاحًا نوويًّا متقدمًا، وتملك أكبر ترسانة صواريخ وأسلحة تقليدية متقدمة في الشرق الأوسط، وهي في الوقت نفسه دولة احتلال وعدوان.
خلاصة القول: يجدر بدول الإقليم ألَّا تخدع بتوصيف (إسرائيل) السياسي لإيران، ويجدر إدراك خطر النار التي تحاول (إسرائيل) إشعالها في الخليج بحجة مواجهة إيران، ويجدر بدول الخليج تطبيع علاقتها مع إيران فهو تطبيع أفيد لها ولمصالحها من التطبيع مع دولة الاحتلال. ويجدر بإيران نفسها أن تواجهه الدعاية الإسرائيلية عمليًّا، بتحسين علاقاتها مع دول الخليج والمملكة، وأن توقف تدخلاتها في الخليج، وأن تعمل على مصالحة موزونة في اليمن، وبهذا يمكن أن تخرج (إسرائيل) من المنطقة، وتبطل الدعاية الصهيونية. إن المسؤولية على إيران بقدر ما هي على دول الخليج والمملكة.