يراوغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا يبدي أيَّ جدية حقيقيَّة من أجل الإفراج عن جنوده الأسرى في قطاع غزة.
لكن المقاومة الفلسطينية – ورغم قلة الإمكانيات والحصار الممتد على غزة منذ 14 عاما – لا تزال تحتفظ بهؤلاء الجنود سواء كانوا أحياء أم أمواتا تمهيدا لمبادلتهم في صفقة "وفاء الأحرار 2".
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، في أكثر من مرة، أن المقاومة تمتلك من الأوراق ما يجبر الاحتلال على إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس، في الثاني من نسيان/ إبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم، دون إعطاء المزيد من المعلومات.
وقالت الكتائب: إن أي معلومات حول الجنود الأربعة لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.
جهوزية المقاومة
وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن نتنياهو يتنصل من استحقاقات صفقة التبادل مع المقاومة لاستعادة جنوده المعتقلين لدى المقاومة.
وقال مرداوي لصحيفة "فلسطين": "يحاول الاحتلال المرواغة والتلاعب في هذا الملف"، مؤكدًا أن ما تملكه المقاومة من أوراق قوة يجعلها قادرة فرض معادلة جديدة تجبر الاحتلال للإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن أوراق القوة التي تمتلكها المقاومة تجعلها قادرة على الزام الاحتلال لدفع استحقاقات الصفقة الجديدة، ودفعه للجلوس على طاولة المفاوضات والرضوخ لمطالبها، والإفراج عن الأسرى، "فمطالب المقاومة باتت معروفة للجميع".
ورأى أن الاحتلال غير جدى في تنفيذ الصفقة، ولا يريد دفع استحقاقاتها، ويحاول رئيس الحكومة البقاء على كرسي الحكم وتقديم مصالحة الحزبية لمواجهة تهم الفساد، والرضوخ للأحزاب الإسرائيلية التي لا تريد استعادة الجنود بتقديم تنازلات للمقاومة.
وبين مرداوي أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لتوقيع الصفقة مع الاحتلال، في أية لحظة، مشددًا أن "المقاومة ثابتة وواضحة في مواقفها وشروطها وفي مقدمتها الإفراج عن كافة محرري صفقة وفاء الأحرار المعاد اعتقالهم، والإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السن والقدامى، مع أخذ ضمانات دولية للالتزام ببنودها".
غضب الشارع
ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي وديع أبو نصار، أن الظروف غير ناضجة بعد لإبرام صفقة تبادل "وفاء أحراء 2" بين المقاومة والاحتلال وسط رعاية دولية.
وقال أبو نصار لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يتنصل من استحقاقات الصفقة، والمقاومة تصر على شروطها لإطلاق سراح الأسرى المعاد اعتقالهم كشرط أساسي وجدي لتنفيذ صفقة جديدة.
وأكد أن الاحتلال يحاول التهرب من تنفيذ استحقاقات الصفقة من خلال المراوغة وعدم التعاطي معها، بسبب "تفكير نتنياهو في الانتخابات القادمة وخشيته أن يقدم تنازلات للمقاومة الفلسطينية تقضى على مسيرته السياسية".
وأضاف: "المفاوضات التي يجريها الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية بوساطة مصرية، محاولة لإيهام الشارع الإسرائيلي بها ولامتصاص غضبه وردة فعل أهالي الجنود".
ولفت إلى أن حركة حماس لن تقدم أية تنازلات بشأن صفقة التبادل، ولن تكتفى بإطلاق سراح عشرات الأسرى وفق الشروط الإسرائيلية بل تطالب بإطلاق سراح الأسرى المعاد اعتقالهم وكبار السن وأصحاب المحكوميات العالية والمرضى.
ونجحت المقاومة الفلسطينية في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 2011 بتحرير 1047 أسير وأسيرة على دفعات مقابل إفراجها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ضمن صفقة تبادل برعاية مصرية.
وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق عملية التبادل في 11 أكتوبر، فيما جرت عملية التبادل في 18 من الشهر ذاته؛ لتسطر واحدة من أضخم عمليات المقاومة للإفراج عن الأسرى.