فازت جاسيندا أرديرن بولاية ثانية كرئيسة وزراء لنيوزيلندا بعد أن ساعد نجاحها في التعامل مع تفشي فيروس كورونا في البلاد على تحقيق نصر ساحق.
وبعد فرز 88٪ من الأصوات، فاز حزب العمال اليساري الوسطي بزعامة أرديرن بنسبة 49.2٪ من الأصوات، مما يعني أن حزبها يبدو أنه من المرجح أن يسجل غالبية مطلقة غير مسبوقة وسيشغل 64 من أصل 120 مقعداً في البرلمان، وهي أعلى نتيجة حققها أي حزب منذ دخول النظام السياسي الحالي في عام 1996، حيث لم يحقق أي حزب نيوزيلندي الغالبية المطلقة منذ إصلاح النظام الانتخابي وكافة رؤساء الوزراء الذين ترأسوا الحكومة مذاك حكموا بواسطة ائتلاف.
وأشارت أرديرن في خطاب انتصار قوي إلى الأوقات الصعبة المقبلة لنيوزيلندا وقالت «الليلة، أظهرت نيوزيلندا لحزب العمال أكبر دعم لها منذ 50 عامًا على الأقل». «ويمكنني أن أعدك: سنكون حزبا يحكم لكل نيوزيلندا».
أما المعارضة الرئيسية، الحزب الوطني يمين الوسط، فقد وصلت إلى 27٪ ما يساوي 35 مقعداً في البرلمان، بانخفاض عن الانتخابات الأخيرة بنسبة 44٪ ومن المرجح أن تكون أسوأ نتيجة للحزب منذ عام 2002.
وقالت زعيمة المعارضة جوديث كولنز إنها اتصلت بأرديرن ةاقرت بالهزيمة وقدمة التهنئة لها على «النتيجة الرائعة» لحزب العمال.
وخلال حملتها، وصفت أردرن البالغة 40 عاماً والتي تتولى الحكم منذ 2017، هذا الاقتراع بأنه «انتخابات كوفيد» إذ اعتمدت في حملتها على نجاح إدارتها في السيطرة إلى حد كبير على الوباء في البلاد.
«جنباً إلى جنب»
وسجلت نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، 25 وفاة بوباء كوفيد-19، كما حظيت استراتيجية الحكومة في مكافحة الوباء بترحيب منظمة الصحة العالمية.
وتساءلت الزعيمة العمالية خلال حملتها «من المؤهل أكثر لضمان أمن النيوزيلنديين (...)ووضعنا على الطريق الصحيح نحو الإنعاش؟».
وشددت أردرن أيضاً أكثر من مرة على ضرورة أن «نقف جنباً إلى جنب في الأوقات الصعبة»، في تذكير بأن البلاد شهدت في القسم الثاني من ولايتها أزمات غير مسبوقة.
وتعرضت رئيسة الوزراء لاختبار صعب في مارس 2019 عند تعرض البلاد لهجوم إرهابي هو الأسوأ بتاريخ نيوزيلندا، بقيام رجل مؤمن بتفوق العرق الأبيض بقتل 51 مصلياً في مسجدين في كرايستشرش (جنوب).
وفي الحكومة الماضية عرقل حليف أردرن في الائتلاف الحاكم حزب نيوزيلندا أولاً الشعبوي بزعامة ونستون بيترز، إصلاحاتها.
وبحسب نتائج الانتخابات، لن يكون العماليون مجبرين على التحالف من جديد مع الشعبويين، بل قد يكفي التحالف مع الخضر فقط لتشكيل حكومة، وهؤلاء أكثر استعداداً لدعم برامج أردرن في مجال تسهيل الحصول على سكن وتقليص الفقر بين الأطفال.