يوم الثلاثاء الماضي 13/10/2020 فاز الشاعر والروائي الفلسطيني الأردني في سابقة هي الأولى بجائزة كتارا للرواية (قطر) للمرة الثانية ضمن الفائزين في فئة الروايات العربية المنشورة عن روايته: "ثلاثية الأجراس: دبابة تحت شجرة عيد الميلاد"، ليصبح بذلك أول روائي عربي يفوز بهذه الجائزة مرتين، كان الفوز الأول عام 2016 عن روايته "أرواح كليمنجارو", وجائزة (كتارا) هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي -كتارا -قطر عام 2014، وتهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربيًا وعالميًا، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب للمضي قُدمًا نحو الإبداع والتميز من أجل رفع مستوى الإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي المعرفي والثقافي والفكري للقارئ العربي.
تخبرنا السيرة، سيرة حياة الشاعر والروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله، أنه يُقيم في عمان ووُلِد عام 1954 في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين، نزح والداه من إحدى القرى الواقعة غربيّ مدينة القدس عام 1948 إلى الأردن ليستقر هناك. يُعد الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله من أهم وأشهر الروائيين والكتاب العرب في العصر الحديث وأكثرهم انتشارا ًوتأثيرًا على القارئ العربي وقد حقق حُضورًا فاعلًا ومميزًا لدى الباحثين والنقاد العرب ولاقت أعماله وكتاباته في الشعر والرواية إقبالًا من قِبَل القرَّاء وخاصة فئة الشباب، وتُرجمت أعماله إلى العديد من لغات العالم الأجنبية.
بدا نصر الله تجربته الأدبية الأولى في كتابه الشعر، وأخذ أسلوبه بالتطور في ديوانه الثالث مُركِّزًا على الإنسانية والحياة اليومية ما أدى إلى نقلةٍ نوعية في سيرته, فقد تميّز بالقصيدة السردية التي شكلت نواة أعماله الشعرية ما أثار ردود فعل النقاد, وطوّر نصر الله أسلوبه ليصل إلى القصيدة الملحمية في كتاباته. أمّا على صعيد الرواية، فتعد أعماله الروائية من أكثر الأعمال الأدبية تأثيرًا على القارئ العربي منذ صُدور روايته الأولى (براري الحمى) التي لاقت رود فعل كثيرة وما زالت ذات تأثيرٍ على القارئ حتى يومنا هذا، ليتابع بعدها مشواره الأدبي بنجاح وتميُّز حاصدًا العديد من الجوائز العربية والعالمية تقديرًا لأعماله الإبداعية, حيث حصل على 16 جائزة منها جائزة البوكر 2018, لروايته "حرب الكلب الثانية" وهي عبارة عن رواية مفعمة بالحوار والحيوية والمفارقات الغريبة, يُعرّي فيها الكاتب شخصيات هشّة تدعي السطوة, ويفضح فئةً مُتسلطة تقتات على السرقة والفساد.
ومن خلال تلك الأعمال, أثرى إبراهيم نصر الله المكتبة العربية برواياته التاريخية التي تحدثت عن أسطورة كفاح الشعب الفلسطيني عبر العصور ومن أهم هذه الروايات "زمن الخيول البيضاء", ذات التجربة الفريدة والرائدة التي نقتبس منها "أنا لا أُقاتل كي أنتصر, بل كي لا يضيع حقي".
وهنا تتجلى قوة ووحدة البنية السردية narrative structure وجمال خطابها السردي narrative discourse من خلال مستوى التعبير الوصفي المحبوك بدقة متناهية نتيجة الإيقاع اللغوي الهادئ, ما ساهم في إبراز رواياته على مستوى العالمية لحصد العديد من الجوائز العربية والعالمية.
وبهذا كان وما زال الروائي الفلسطيني مصدرا ونبراسا للإبداع الثقافي الذي ساهم في الحفاظ على الموروث الثقافي العربي من أجل تطوير المجتمعات ورفد حضارتها.