نفى عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. عبد الله عبد الله، إلغاء اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي كان مقرراً عقده في الثالث من أكتوبر الجاري.
وقال عبد الله في حديث خاص لصحيفة "فلسطين": "الموعد تأخر قليلاً ولكنه لم يُلغَ نهائيا، فهو مرهون برد بعض الفصائل، وهناك بعض القضايا الخلافية ويُمكن تجاوزها".
وأضاف: "نحن لا زلنا في انتظار ردود بعض الفصائل التي طلبت الاطلاع على نتائج الحوارات الثنائية بين حماس وفتح، ومع الفصائل الأخرى للوصول لآلية مشتركة بين كل الفلسطينيين لإجراء الانتخابات".
وبيّن أن عدم رد هذه الفصائل حتى اللحظة أدى لعدم انعقاد اجتماع الأمناء العامين الذي كان مقرراً في الثالث من أكتوبر الجاري، متابعاً: "نُريد عقد اجتماع الأمناء عندما تكون جميع الأمور متفقا عليها من جميع الفصائل".
ونبّه إلى وجود بعض القضايا الخلافية بين حركتي حماس وفتح، مستدركاً "لكن سنبدأ مع بعضنا البعض بحلها من نقاط الاتفاق وهي الانتخابات للانطلاق نحو حل كل المشاكل والخلافات الثانوية".
وبيّن أن تحسين الأوضاع بين الحركتين بدأ من نقاط الالتقاء بينهما وهي الانتخابات للسير قدماً نحو حل جميع الإشكالات العالقة وصولا لإنهاء الانقسام بشكل كامل، وهذا ما ركّز عليه أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في لقائهما الأول في 3 يوليو/ تموز الماضي، وهو ما وصفة بـ"العبقرية".
وأشار إلى أن الانتخابات ترجع للمرجعية الأساسية للسلطة وهي الشعب، الذي يختار قيادته السياسية التي تمثله.
وعقد الرجوب والعاروري مؤتمرا صحفيا مشتركا عبر "الفيديو كونفرنس" أعلنا فيه الاتفاق بين الحركتين على العمل سوية ومعا من أجل مواجهة صفقة القرن ومخطط الضم ميدانيا وسياسيا، وطالبا بضرورة بلورة رؤية إستراتيجية موحدة لمواجهة المؤامرات الإسرائيلية.
نتائج إيجابية
وتوقع عضو المجلس الثوري لفتح، أن تُفضي الانتخابات حال إجرائها إلى نتائج إيجابية، مرجعاً ذلك، لعدم وجود أي عقبة في طريق إنجاز الآليات التي تم الاتفاق عليها في اجتماع الأمناء العامين بحضور كل الفصائل في 3 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأوضح أن الموقف الرسمي للفصائل يؤيد المشاركة في الانتخابات وعدم تعطيلها، معتبراً أن العودة للانتخابات عبر صناديق الاقتراع ستُفضي لإنهاء الانقسام تلقائياً، ثم الشراكة الكاملة بين كل الفصائل بلا استثناء في إدارة الشؤون المستقبلية دون استثناء أي طرف.
وأكد أن أي لقاءات ستُعقد لاحقاً ستضم جميع الفصائل الفلسطينية، للاتفاق على آليات ومجريات انعقاد الانتخابات وشكلها.
وحول الحديث عن انضمام حركتي حماس وفتح في قائمة واحدة بالانتخابات القادمة، ذكر عبد الله، أن هذه فكرة مطروحة ضمن عدة أفكار، لم يتم حسمها بشكل نهائي، مشيراً إلى أن الحديث يجري عن قائمة تضم حماس وفتح، أو قائمة تضم جميع الفصائل.
وشدد على أن الهدف المهم، هو التقاء الجميع في جبهة داخلية موحدة.
ضغوطات خارجية
وعن سؤاله عن وجود ضغوطات خارجية حقيقية تواجه الانتخابات، ردّ عبد الله: "لا يهمنا من يؤيد أو يرفض الانتخابات، الأهم أننا فلسطينياً نرى أن إجراءها ضرورة ويشكل مدخلاً لإنهاء الانقسام".
وعن الدور الروسي الداعم للقضية الفلسطينية وإجراء الانتخابات، أكد عبد الله، أن روسيا دولة صديقة للقضية الفلسطينية وتسعى لدعمها وإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الفلسطينية.
وثمّن الترحيب الروسي باستضافة اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة توحيد الصف الفلسطيني لمساعدة روسيا في إنجاح تحركاتها.
وكانت روسيا رحَّبت باستضافة مؤتمر الأمناء العامين، وفق ما أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، بعد اجتماع وفد من الحركة مع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف في موسكو، في 9 أكتوبر الجاري.
وتطرق خلال حديثه عن إمكان إجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة، حيث أكد أن حركته تتواصل مع الاتحاد الأوروبي للضغط على الاحتلال بشأن إجراء الانتخابات في القدس كما باقي الأراضي الفلسطينية.