فلسطين أون لاين

اشتية يراهن على بايدن، والصواب غير ذلك؟!

لست أدري لماذا تراهن السلطة الفلسطينية، ورئيس الوزراء محمد اشتية على فوز جو بايدن الديمقراطي في الانتخابات القادمة. قال محمد اشتية في كلمته أمام لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الأوروبي: فليساعدنا الله ويساعد أوروبا والعالم  إذا فاز ترامب في الانتخابات المقبلة؟!

نعم، يعد ترامب من الوجهة الفلسطينية الرئيس الأسوأ بين رؤساء أميركا، فهو منحاز (لإسرائيل) بطريقة فجة، ويدافع عن الاحتلال والضم، ويتنكر لحل الدولتين، وأغلق مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، وأوقف المساعدات الأميركية التي تدفع للسلطة، وتلك التي تدفع لأونروا، ويضغط على دول الخليج والمملكة و السودان للتطبيع مع (إسرائيل). 

بعض هذه  الأمور أو جلها لم يقم بها الرؤساء من قبله، وكانوا يترددون، خاصة في نقل السفارة الأميركية للقدس، ولكن لم يكن أحد من هؤلاء ممن حكموا قبله من جمهوريين وديمقراطيين منصفًا للفلسطينيين، وكل منهم كان له سجل حافل في الانحياز (لإسرائيل) والدفاع عن بقاء احتلالها للقدس والضفة. لذا يمكن القول بأن بعضهم أسوأ من بعض، ويبقى ترامب أسوأهم على الإطلاق.

إذا كانت المعادلة التي تجابه الفلسطينيين في الانتخابات الأميركية هي الاختيار بين السيئ والأسوأ، فإن الرهان الذي أبداه اشتية على جو بايدن هو رهان على السيئ، ولكن منطق تاريخ رؤساء أميركا يقول: يجدر بالفلسطيني أن يترك الرهان على ديمقراطي أو جمهوري، لأن حماية (إسرائيل) والدفاع عنها، هو قاسم مشترك دائم بين رؤساء أميركا والديمقراطيين والجمهوريين.

هذه الحقيقة ربما لا تخفى عن محمد اشتية، ولا عن قادة السلطة الآخرين، لذا لا معنى وطني لهذا الرهان المضلل، لذا فإني أحسب أن رهانهم على فوز بايدن يعود لرغبتهم في العودة إلى المفاوضات مع (إسرائيل) تحت رعاية أميركية جديدة من خارج مشروع صفقة القرن.
السلطة تأمل أن يعيد بايدن الاعتبار لحل الدولتين، ويعيد فتح مكاتب المنظمة في واشنطن، ويعيد المساعدات الأميركية للسلطة ولأونروا، وهذه في السياسة رهانات مقبولة نظريًّا، ولكنها بعيدة التحقق عمليًّا، إذ لم يؤثر عن البيت الأبيض أنه تراجع للوراء عن سياسة تقررت وكانت في صالح (إسرائيل) إذا ما قررها ونفذها الرئيس المغادر للبيت الأبيض. نعم، قد يدعو بايدن الطرفين للعودة للمفاوضات دون تبني صفقة القرن، ولكن ثمة شكوك كبيرة في معالجة القضايا الأخرى التي تناولها هذا المقال بالعودة فيها إلى ما قبل ترامب.  

خلاصة القول: الرهان على ساكن البيت الأبيض رهان خاسر، والرهان الناجح هو الرهان على الشعب الفلسطيني، وعلى المصالحة الفلسطينية، وعلى المقاومة الفلسطينية ذات المغزى الوطني الصحيح.