فلسطين أون لاين

تقرير واقع مرضى الكلى في غزة بين نقص الأدوية وتخوفات الإصابة بـ"كورونا"

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة

يعيش مرضى الكلى في قطاع غزة أزمات مركبة في هذه الأيام التي تشهد انتشار فيروس كورونا داخل المجتمع، بالتزامن مع نقص شديد في العديد من الأدوية الضرورية لعلاجهم.

وتساور هؤلاء خاصة من يخضعون منهم لجلسات غسيل داخل المستشفيات بشكل أسبوعي، حالةٌ من الخوف والقلق من إمكان انتقال عدوى كورونا لهم، خاصة أن مناعتهم ضعيفة، ويسهل على الوباء السيطرة على أجسادهم.

وتؤكد وزارة الصحة في غزة أنها تمر بأزمة دوائية صعبة وخطرة تؤثر في جهود مواجهة الحالة الوبائية وتطوراتها في القطاع، إضافة إلى نقص في الأدوية، حيث وصلت نسبة العجز في علاجات وخدمات غسيل الكلى إلى 41%.

ولفت مريض الكلى أحمد بربخ إلى أنه مع بدء انتشار كورونا في قطاع غزة، تعرض هو ومرضى الكلى لظروف غاية في الصعوبة بسبب الإجراءات التي تم اتخاذها خاصة منع التجوال، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات.

وقال بربخ لـ"فلسطين": "أصبح مرضى الكلى مهددين بانتقال عدوى كورونا لهم خلال وجودهم المستمر في المستشفيات، حيث يوجد 3 أيام أسبوعيًا في قسم غسيل الكلى ويختلط مع مرضى".

وأضاف بربخ أن إصابة مريض كلى بفيروس كورونا يعد أمرا خطرا على حياته كون مناعته ضعيفة جداً ولا تحتمل وجود فيروس في جسمه، "لذا نوجد في المستشفى بظروف نفسية صعبة جداً".

وبينت مريضة الكلى مها أبو زيد أنها تعاني نقصا في عدد من الأدوية المهمة لها أبرزها الأدوية المثبطة للمناعة، مشيرة إلى أنها "نجحت في زرع كلى بأحد المستشفيات المصرية قبل شهور، وتحتاج لها للحفاظ على جسدها".

وقالت أبو زيد لـ"فلسطين": "في هذا التوقيت الخطر ومع انتشار المرضى أُضطر إلى شراء بعض الأدوية غير المتوافرة في مستشفيات وزارة الصحة من الصيدليات وبثمن غالٍ، وهو يعد أمرا مكلفا لعائلتي كون العلاج أسبوعياً".

وأضافت أبو زيد: "نقص الأدوية وانتشار كورونا يشعراننا بالخوف على حياتنا خاصة أننا مرضى ونتجه بشكل يومي إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وهو ما قد ينقل لنا عدوى الفيروس".

ولم يكن الوضع أكثر سهولة لمريض الكلى الستيني محمود جمعة الذي يغسل الكلى بشكل أسبوعي بعد تأكيد إصابته بالفشل الكلوي.

وقال جمعة: "عند إصابتي بالفشل الكلوي دخلت في حالة نفسية سيئة خاصة أن كثيرا من الأدوية تكون غير متوافرة، ولكن يتم تعويض ذلك بعلاجات بديلة، ولكن مع وجود كورونا زادت نفسيتي سوءاً".

وأوضح أنه يتخذ جميع الإجراءات الوقائية عند وصوله للمستشفى بارتداء الكمامة والحرص على عدم مخالطة أي أحد داخل قسم غسيل الكلى، مع اهتمامه بالنظافة الشخصية.

وتؤكد وزارة الصحة أنها تقدم خدمة الغسيل الكلوي لـ(880) مريضا مصابين بالفشل الكلوي في 5 مستشفيات بقطاع غزة، هي: مجمع الشفاء الطبي، ومجمع ناصر، ومستشفى أبو يوسف النجار، ومستشفى شهداء الأقصى، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، حيث يبلغ عدد الغسلات نحو (117) ألف غسلة أي بمعدل (3) غسلات أسبوعيا.

وفي وقتٍ سابق، وجَّه المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، نداءً عاجلاً إلى الأمم المتحدة بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة في ظل تفشي فيروس "كورونا" وتشديد الحصار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وطالب المركز في خطابه "بالتدخل العاجل لدعم وتعزيز حق الفلسطينيين في الصحة في قطاع غزة من خلال مطالبة (إسرائيل) بالامتثال لالتزاماتها تجاه سكان القطاع بموجب القانون الدولي وحث المجتمع الدولي على دعم نظام الرعاية الصحية في غزة المثقل بالأعباء، الذي بالكاد يستطيع تلبية الاحتياجات الطبية الأساسية للسكان.