قبل خمسة أعوام أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النيران على مركبة المقدسية إسراء جعابيص، ما أدى لانفجارها واشتعال النيران فيها، واعتقالها بحالة صحية خطرة.
واعتقلت إسراء في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بعد أن أطلق الجنود نيران أسلحتهم على مركبتها عندما كانت في طريقها إلى مدينة القدس قادمة من مدينة أريحا ما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران فيها.
ومع الانفجار بترت أصابع "إسراء" وأصيب جسدها بحروق خطرة بنسبة 60%، وأصيبت بتشوهات في منطقة الوجه والظهر.
وأصدرت محكمة إسرائيلية لاحقًا حكمًا بحقها بالسجن 11 عامًا بعد أن وجهت لها تهمة محاولة تنفيذ عملية.
وتقبع الأم لطفل في سجن "الدامون" وتعاني أوضاعًا صحية سيئة فهي بحاجة إلى علاج مكثف وعمليات جراحية متعددة ومتنوعة، وفق شقيقتها "منى"، التي أكدت أن إدارة السجون تماطل بنقلها للمستشفيات وإجراء العمليات الجراحية التي تحتاج إليها.
وقالت "منى" لصحيفة "فلسطين" إن سلطات الاحتلال لم تستكمل رحلة شقيقتها العلاجية رغم الحاجة الماسة والملحة لها كي تتمكن من العودة لحياتها الطبيعية، كعملية فصل ما تبقى من أصابع يديها الذائبة والملتصقة ببعضها، وعملية أخرى لزراعة جلد ليغطي العظام المكشوفة.
وتحتاج الأسيرة أيضا "لعملية في الفك والفم، وعملية أخرى لفك الالتصاق بالأذن والرأس، إلى جانب عمليات أخرى لفك التصاق الرقبة بالرأس من الخلف، وأخرى بالأنف".
وأوضحت أن شقيقتها تعاني شتى أنواع الإهمال خلف قضبان السجن، وترفض إدارته إدخال احتياجاتها من الأدوية أو تقديم الرعاية الصحية المناسبة لها، مؤكدة أن الاحتلال يتبع سياسة المماطلة والتسويف في محاولة لقتلها.
واستغنت "إسراء" داخل سجنها عن العديد من الأشياء من حياتها، فمثلا قصت شعرها قبل نحو عامين للتخفيف عن زميلاتها اللواتي يساعدنها في تصفيفه، وعدم إرهاقهن والتضييق عليهن، وفي محاولة منها للتأقلم على حياتها داخل السجن.
آخر زيارة
وقبل نحو شهرين تمكن صهيب شقيق "إسراء" ونجلها (معتصم 11عامًا) من زيارتها في سجن "الدامون" ثم أوقفت الزيارة بسبب جائحة كورونا، واشتكت إليهم من انتشار الحشرات والقوارض التي غزت غرف الأسيرات وأتلفت ملابسهن.
وذكرت "منى" أن إدارة السجن ترفض إدخال ملابس خاصة للأسيرات وخاصة الفضفاضة التي تحتاج إليها "إسراء" بسبب الحروق التي تغطي نحو 60% من جسدها، كي ترتديها وحدها دون مساعدة من زميلاتها، مؤكدة أن شقيقتها تحاول جاهدة التأقلم على إصابتها والاعتماد على نفسها في تدبر احتياجاتها.
ورغم ما تتعرض له الأسيرة الجعابيص من آلام بسبب الحروق التي تعرضت لها إلا أنها تلتقي بالأسيرات وترفع من معنوياتهن وترشدهن إلى الطريق السليم لاستثمار أوقاتهن داخل السجن، وإضفاء أجواء البهجة والسرور بينهن رغم الانتهاكات التي يتعرضن لها من السجان.
ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بحرق جسد "إسراء" بل تواصل حرق قلبها بشكل يومي باتباع سياسة الإهمال الطبي بحقها وعدم إجراء العمليات الجراحية والتجميلية التي تحتاج إليها.