فلسطين أون لاين

تصوير وتوثيق

...
غزة - أدهم الشريف

لا تفارق عينا الشاب صلاح الحو، طائرة صغيرة تستخدم للتصوير أثناء تحليقها في الأجواء، ويتابعها جيدًا وهو يحركها بواسطة يدٍ للتحكم بها عن بعد.

وما أن تنتهي مدة التصوير، يبدأ الحو إنزالها بهدوء كامل خشية تعرضها لضرر يفقدها القدرة على التحليق مجددًا في أجواء غزة.

ويلتقط بواسطتها صورًا ومقاطع فيديو متنوعة من ارتفاعات مختلفة، كأسلوب جديد دخل إلى غزة مؤخرًا، وبات استخدامها معتمدا في الأحداث والمناسبات المهمة، ويبذل جهده لتكون نسبة الخطأ أثناء تحليق الطائرة "صفر".

وقال الحو: تمتلك شركات إنتاج إعلامي ومؤسسات صحفية في غزة، وبعض الهواة، عددًا من طائرات التصوير الجوي، ويتراوح عددها بين 15- 20 طائرة.

والطائرة التي يعمل عليها المصور الحر (Freelancer)، تتبع شركة "ميديا تاون" التي أدخلت أول طائرة للتصوير الجوي واستخدمتها في إنتاج أفلام وثائقية عِدَّة.

كما وثقت طائرة جوية الكثير من المناسبات والأحداث في غزة، كان أبرزها مشاهد الدمار الذي ألحقه جيش الاحتلال بحي الشجاعية (شرق)، وبلدة بيت حانون (شمال)، خلال العدوان الأخير على غزة صيف 2014.

وقال الحو لـ"فلسطين": "كانت تجربتي صعبة كثيرا حين استخدمت الطائرة لأول مرة، فلم أتعامل معها من قبل، ولم أحصل على دورات للتدريب عليها".

وأضاف: استعنت وزملاء لي، بشبكة الانترنت لمتابعة دروس تعلِّم التحكم بها والعمل عليها، وطبقنا ما تابعناه.

"أثناء عملنا؛ نحرص على ألا تقع الطائرة أو تتعرض لأي ضربة.. لا توجد إمكانية لصيانتها أو توفير قطع غيار بسبب إغلاق المعابر".

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول هذه الطائرات إلى غزة لأسباب أمنية.

وكان الحو، بدأ العمل على طائرة تصوير جوي قبل أكثر من 3 أعوام، صوَّر خلالها عدد من الأفلام الوثائقية، ووثق آخرون أحداثًا وفعاليات مهمة.

وعن تجربته مع التصوير الجوي، قال: التصوير بالطائرة أفادني كثيرًا لأنني متخصص في تصوير الوثائقيات والدعايات، وهي تعطي مشاهد بصرية جميلة تمتع المشُاهد، وتظهر مَشاهد نراها للمرة الأولى.

وتستخدم هذه الآلة حاليًا في تصوير حفلات الشباب بغزة، والمهرجانات والمناسبات الوطنية، وتستخدم في إعداد التقارير والبرامج التلفزيونية.

"كانت الناس كثيرا مستغربة في بداية عملنا. والجميل أنها ليست طائرة إسرائيلية لقصف المواطنين، بل لتصوير المناسبات، وتوثق ما يرتكبه الاحتلال من جرائم لغزة" يضيف الحو.