فلسطين أون لاين

ضياء الدين.. شاب يحلم بمرافقة لوحاته في المعارض الدولية

...
غزة -هدى الدلو:

لوحة وألوان مرتجفة أمام عينيه، وتفكير لا يكل في خطوط اللوحة من أين يبدؤها، وتصورات كثيرة، إنها المسابقة الأولى له على مستوى المدرسة، "سأضع كل إبداعي وجهدي فيها، لأحظى بالمركز الأول"، وبعد صمت لم يتجاوز ستين ثانية: "لا أتوقع"، شعور مختلط راوده بين الخوف من عدم الفوز والتحفز للمشاركة لكونه اقتحم سلم المسابقات، ولكن الصدمة عندما حصل على المستوى الأول ليتأهل لأخرى على مستوى مدارس شرق غزة وحصل على المرتبة ذاتها.

ضياء الدين ماضي (18 عامًا)، فنان تشكيلي فلسطيني من مدينه غزة، وحاصل على لقب "سفير وممثل فلسطين فنيًّا في ولاية بورصة بتركيا، له العديد من المشاركات في المعارض المحلية والدولية.

اكتشف والدا ضياء موهبته في سن صغيرة، إذ لم يتجاوز ثمانية أعوام، فعيناهما رأت أن خلف تلك الخطوط إبداع فنان، فما كان منهما إلا أن يوفرا احتياجاته من أوراق للرسم وألوان، وإعطاؤه مساحة لرسم المشاهد الطبيعية، والرسوم الكرتونية، ثم عملا على تطوير موهبته بتعليمه تشريح جسم الإنسان ليتمكن من رسم نسبه بالشكل الصحيح.

ويقول لصحيفة فلسطين: "بعدها قويت شخصيتي في الرسم، ليكون دافعًا للمشاركة على صعيد مدرستي، ثم دائرة الصحة التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) التي كانت فاتحةً لنشر أعمالي دوليًّا".

عبر البريد الإلكتروني لم يحرم لوحاته الفنية المشاركة في المعارض الدولية رغم أن الأمر مكلف له ماليًّا، إذ سمح لها أن ترى النور، دون أن تراه عيناه، فقد حرم مرافقتها لينطق بلسانها أمام زوار المعرض، فتركها وحيدة تعبر عن نفسها، أو يفتخر بنفسه عندما يعبر أحدهم عن إعجابه بإبداعه، ولكنه بقى حبيس القطاع، بسبب ظروف الحصار الذي يقتل كل حلم يرسمه في مخيلته.

كانت ترسل لوحاته الفنية من طريق مديرة صحة أونروا في غزة، ومدير عملياتها ماتياس شمالي، ثم ترسل إلى عدة مكاتب تابعة لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط، ولمكتب الصحة العالمية في سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية نيويورك، واليابان وأسبانيا وألمانيا.

ومن هنا سعى ماضي نحو تطوير موهبته ليمارس الفن التشكيلي بجميع أشكاله، بمشاركاته في ورشات عمل داخلية وخارجية، فسنحت له الفرصة لتقتحم لوحاته المعارض المحلية والدولية بعرضها في مكاتب الصحة في دول مختلفة بالعالم.

يتابع: "وجدت موهبتي تتطور سريعًا، فمن رسم الطبيعة والمناظر الخلابة، إلى تشريح جسم الإنسان ورسمه بنسب وأطوار، ثم توجهت نحو رسم شخصيات الأنمي من مشاهدتي لها في الأفلام الكرتونية، ليرسم قلمي بعدها شخصيات من الإنترنت، لأنتقل بعدها نحو تعلم الفن التشكيلي باستقاء المعلومات عن الفن والفنانين من كتب خاصة بذلك الجانب، والمعارض الفنية التي فتحت مداركي نحو نظرة الفنان، وكيفية رسم اللوحة، وفكرتها".

أما لوحاته فهي تعبر عن مشاعره بريشته الفنية تجاه موضوع معين، ولديه ميول لرسم الطبيعة لإبراز جمالها حيث وجهته الأولى في الرسم، ومن موضوعات لوحاته أيضًا إلى جانب التي تتعلق بالقضايا الوطنية كالقدس والأسير وغيرها، العنف ضد النساء، وقد تصدر عنوان لوحته التي شارك بها في المعرض التركي ليحصد في إثرها "لقب السفير الفني لفلسطين بولاية بورصة في تركيا".

وبعد تصفيات أقيمت في تركيا ضمن مسابقة للفنانين في الرسم اختيرت لوحته، التي تتحدث عن العنف ضد المرأة وقوتها في مواجهة ما تلقاه من عنف نفسي أو جسدي، فرسم فيها الذئب والحصان المسرع؛ فهما يعطيان معنى القوة والتصدي له، والمرأة التي ترتدي الفستان الأزرق لتظهر جمالها من غير العنف، ووجه الرجل الغاضب أسفل الفستان.

ضيفنا يضع قدميه على أولى أعتاب المرحلة المصيرية الثانوية العامة، وسيكرس كل جهوده لدراسته وسيجعل الرسم وسيلة للتفريغ وقتل التوتر والقلق، وسيدخر جهده في الموهبة لمرحلة الجامعة التي يخطط فيها للالتحاق بكلية الفنون الجميلة ليضع كفيه على الجانبين العلمي والعملي، ويصقل موهبته.

ويكمل ماضي: "سبب ميولي لهذا الاختيار هو أن الفن أصبح جزءًا من شخصيتي وحياتي، بل هو الحياة"، ويطمح إلى العالمية، فيرى أن لا شيء أمامه مستحيل، بل يحتاج لإرادة لتحقيق النجاح.