فلسطين أون لاين

غادة.. رائحة أعشاب مستحضراتها التجميليّة تُطيِّب حجرها المنزلي

...
غزة- مريم الشوبكي:

في قدر على النار أخذت تخلط مقاديرها بعناية، مع كلِّ حركة لمعلقتها الخشبيّة تنبعث رائحة البابونج تارة، وتارة أخرى تعبق رائحة اللافندر المكان، ينتهي هذا الخليط في علب بلاستيكية أنيقة.

الحجر المنزلي الممتد منذ ما يزيد عن شهر كان فرصة ذهبية التقطتها غادة، لتمارس شغفها في صناعة مستحضرات التجميل، وتجد وقتا تسوق بنفسها لمنتجاتها عبر منصات الاجتماعي، والذي حقّق لها انتشارًا لم تكن لتحققه لولا "نعمة" الحجر عليها.

غادة من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة حصلت على شهادة الصيدلة عام 1996م من جامعة الإسراء في الأردن، عملت أربعة أعوام في مجال تخصصها، وما لبثت أن تترك العمل لتتفرغ لتربية أطفالها الثلاثة، بعد 14 عاما اتخذت قرار بالعودة إلى مزاولة مهنتها من جديد، من خلال التدريب في صيدليات محاولة استعادة معلوماتها.

حينما بلغت الـ40 من عمرها بدأت تلاحظ ظهور الخطوط التعبيرية على بشرتها الجافة، بحثت عبر فيسبوك عن مستحضرات تخفف من علاماتها جربت العديد منها من علامات تجارية مشهورة، ولكن لم تلقَ النتيجة التي تريد.

لم تتوقف رحلتها مع البحث، حيث تقول لصحيفة "فلسطين": "أصبحت أبحث في فيسبوك عن صفحات تبيع مواد تجميلية بالأعشاب في غزة ولكني لم أجد إلا في خارجها، فتعثرت بصفحة تروج هذه المنتجات تعود لدكتورة مصرية تقيم في الإمارات، سألتها عن إمكانية قيامي بتصنيع تلك المنتجات فأرشدتني للحصول على دورات لصناعة مواد العناية بالجلد".

وتتابع: "بالفعل حصلت على دورات لتصنيع هذه المنتجات، وأخذت في القراءة عن مواد مستحضرات التجميل بالأعشاب، وعلم الأعشاب لأضيف لخبراتي، مما ولدي الرغبة في تصنيع منتجات تعيد النضارة والشباب للبشرة غير متوفرة في القطاع".

تتذكر حتى اليوم أول كريم تفتيح للبشرة صنعته الفرا، بعد أسبوع توالت ردود الفعل الايجابية ممن استخدمنه، الأمر الذي شجعها للخطو نحو الخطوة الثانية وصناعة كريم الشعر.

تقول غادة ما يميز تجربتها أنها اتجهت نحو استخدام الأعشاب في مستحضراتها كالبابونج وزيت الشاي واللافندر، وعرق السوس، وحصى اللبان، فهي تصنع كريمات عشبية يمكن استخدامها لسنوات طويلة دون أن تترك آثار جانبية على البشرة، كالكريمات المتاحة في الصيدليات التي يمنع استخدامها بعد ثلاثة أشهر من الاستخدام المتواصل لأنها تصبح فعاليتها عكسية على البشرة.

وتلفت إلى أنها تركز أن يكون المستحضر مصنع من أعشاب وزيوت طبيعية، فالناس تحب العودة إلى الطبيعية وتخشي من المواد الكيميائية.

غادة حصل مشروعها على ترخيص من وزارة الاقتصاد الوطني كمشروع منزلي صغير.

النجاح دائما تقابله كثير من المعيقات ولكن لا يكون لنجاح طعم دون تحديات، تذكر أنها لم تمتلك رأس مال بل بدأت بثلاثين دولار، والتحدي الثاني وجدت صعوبة في ايجاد مواد الخام الأصلية.

وتلفت إلى أنها واجهت صعوبة في ايجاد علب ذات جودة عالية وبنفس الوقت ذات شكل جميل، وحتى اليوم تواجه صعوبة ايجاد مكان لافتتاح مشروعها فيه ليتخطى حدود المنزل وهذا الأمر يعيق انتشارها.

تطمح غادة بأن يكون لها مصنعا يقوم على صناعة مستحضرات التجميل بالأعشاب، لتساهم في التخفيف ولو بجزء بسيط من البطالة في القطاع، من خلال ايجاد فرصة عمل للعاطلين عن العمل في مصنعها.

وتختم حديثها بنصيحة لكل سيدة وشاب وصبية بألا ينتظروا الوظيفة بل عليهم البحث بداخلهم عن موهبة وطاقة عن طريقها يبدؤون مشروعهم من البيت برأس مال بسيط مع الإصرار على النجاح الذي سيضمن لهم الاستمرار.