لم يكن غريبًا ما قاله الأمير بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية سابقًا، حيث يأتي في سياق موجة التطبيع بين الاحتلال وبعض الدول العربية، وأراد أن يوصل رسائل عدة، تخدم في مجملها الموقف السعودي في التقارب مع الاحتلال الاسرائيلي ودفع الدول الصديقة والمقربة منها نحو التطبيع.
بندر هو جزء مهم من رؤية النظام السعودي من سنوات، وخاصة بعد المبادرة العربية عام 2002م التي أعلنت في بيروت، وأرسل رسالة واضحة للاحتلال بأن السعودية تدعم موجة التطبيع، لكن ليس مطلوبًا أن تكون جزءًا ظاهرًا منه.
أراد الأمير السعودي أن يبرهن للسعوديين وللمطبعين، أنَّ أحد الأسباب في الذهاب للتطبيع هو القيادة الفلسطينية، وقبل عام 2007م، عام الانقسام الفلسطيني، بالإساءة للراحل ياسر عرفات شخصيًا، وقيادة منظمة التحرير، وفي مستوى آخر قيادة حماس التي تحاكم السعودية في أراضيها عدد منهم.
السعودية هنا هي جزء من ملاحقة المقاومة، وهو يتجاوز التطبيع إلى التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقة المقاومة، وهذا ليس سرًّا، ولعل الأمير الذي كان يمثل أحد أهم الشخصيات السعودية الحاكمة، والمرتبط بعلاقات مع أجهزة المخابرات بما فيها الاسرائيلية.
الظهور عبر فضائية العربية السعودية، هو تصريح مرور له للظهور مجددًا بقوة في الساحة الإعلامية التي تشجع وتساهم في التطبيع، وخاصة تمهيد الأمر للمجتمع السعودي، ودفعه نحو دعم أي خطوة يمكن أن تتخذها السعودية لاحقًا.
الأخطر في حديث بندر هو محاولة رسم صورة إيجابية للاحتلال على غرار ما فعل عبد الله بن زايد مع المجرم أشكنازي الذي نفّذ الجرائم الأخيرة في غزة عام 2014، وذهب الوزير السعودي نحو تبنّي الرؤية الصهيونية بأن المشكلة فلسطينية، وهم سبب عدم نجاح التسوية بين الاحتلال ومنظمة التحرير وهي رؤية تتبناها الصهيونية العالمية، وهي ذاتها في وسم حماس وفصائل المقاومة بالإرهاب.
الصهاينة الجدد هم عرب متصهينون يدعمون الاحتلال، ويدافعون عنه ويحملون رؤية الاحتلال ضد العرب والفلسطينيين، وهو ما يفعله أبناء زايد وبندر وغيرهم.