فلسطين أون لاين

حماس في موسكو، لماذا؟! وهل تطرح العودة لسوريا؟!

 

من جديد، حماس في موسكو. وفد حماس برئاسة موسى أبو مرزوق مسئول العلاقات الدولية في الحركة، ومهندس علاقات حماس الخارجية مع الدول، أبو مرزوق عاش في أميركا وفيها درس الدكتوراة في الهندسة، وهو يتقن اللغة الإنجليزية، ويميل بطبيعته إلى الهدوء ومقاربة البدائل.

ما من شك أن رحلة حماس في العلاقات الدولية رحلة طويلة، والحركة تحفر في الصخر من أجل كسب علاقات جديدة، وتمتين علاقاتها القائمة مع أصدقائها. وتعد روسيا دولة صديقة قياسًا بأميركا ودول الاتحاد الأوربي. أميركا تضع حماس على قائمة الإرهاب الأميركية، وكذا دول الاتحاد الأوربي، لذا حماس لا تزور هذه الدول.

روسيا الدولة العظمى الثانية في العالم، وهي إحدى دول الرباعية الدولية، ولها علاقات جيدة مع دول المنظومة العربية، ومع السلطة الفلسطينية، وموقفها من القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية موقف مقبول، وواضح، وهي تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية، وتدعو لانسحاب (إسرائيل) من الأراضي المحتلة، ولكنها للأسف لا تمارس ضغوطا كبيرة على (إسرائيل) للانسحاب بشكل يوازي حجمها كدولة عظمى.

روسيا التي ورثت الاتحاد السوفيتي تملك أوراقًا جيدة من أجل دعم مؤتمر دولي لمناقشة القضية الفلسطينية، وسياسة الضم الصهيونية والتهويد، وهي تستطيع أن تعقد هذا المؤتمر على أراضيها، وتدعو إليه دول العالم الكبيرة والمؤثرة، ولكنها لا تبادر لذلك لأنها تخشى من رفض (إسرائيل) وأميركا، وأي مؤتمر دولي لا تحضره هاتان الدولتان لا يكتب له النجاح.

طبعا، حماس ليست ذاهبة للدعوة للمؤتمر الدولي، ولكنها ذهبت ربما لتبحث عن دور نشط لروسيا لرعاية المصالحة مع حركة فتح، وربما تطرح موضوع تبادل الأسرى مع الاحتلال. حماس ترى أن العلاقة مع موسكو تفتح لها علاقات جديدة مع الدول الشرقية ذات العلاقة الجيدة مع روسيا، وهذا ربما أحد مطالب حماس من موسكو في هذه المرحلة.

روسيا لها وجود قوي في سوريا، وحماس ذات مصلحة في العودة إلى الساحة السورية، فهل تطرح حماس موضوع عودة مكاتبها إلى سوريا، ومن ثمَّ تسوية الخلافات القديمة مع بشار الأسد، أم أن وقت العودة للساحة السورية ما زال مبكرًا، ويحتاج أولا لمصالحة مع النظام الحاكم، وهذا دور يمكن أن تقوم به إيران، وحزب الله.

هذه بعض تخميناتنا حول الزيارة، ونحن نقاربها من خلال ما هو محتمل، وننتظر صدور بيان ختامي عن الزيارة، أو صدور تصريحات من قادة حماس عن أسباب الزيارة وعن نتائجها. المهم أن حماس تدرك أن طريق العلاقات الدولية طريق مهم وصعب المسالك لمن يتبنى المقاومة وسيلة لاستعادة الحقوق، ولكنها عليها أن تستمر في طرق أبواب الدول.