فلسطين أون لاين

​في ظل أزمة الكهرباء .. طلاب مُشوّشون

...
أم فلسطينية تدرس ابنها في ظل انقطاع الكهرباء (أ ف ب)
غزة - هدى الدلو

مع أزمة الكهرباء الأخيرة التي حطت رحال تأثيراتها على أهالي قطاع غزة بمختلف شرائحه وفئاته، اعتبر الطلاب أنهم أكلوا الضربة الأقوى منها خاصة أنها تزامنت مع اقتراب موعد امتحاناتهم النهائية...

ضغط وتوتر

فقالت الطالبة أسماء الخالدي طالبة جامعية بالمستوى الثالث بكلية الهندسة: "جميع الطلبة متأثرون من أزمة الكهرباء بغض النظر عن المرحلة الدراسية، فأنا طالبة في هذا التخصص أعاني كثيرًا من الأزمة"، رغم أن والدها أوجد لهم وسائل بديلة علها تخفف من حدتها بشراء جهاز UBS.

وأوضحت أنه لم يتمكن من إنهاء الأزمة، فقد ألحق أضرارًا مادية بجهاز حاسوبها المحمول، خاصة أن أغلب دراستها عليه، وما يتطلب منها إنجاز مشاريع هندسية، إلى جانب شعورها بآلام في عينيها بسبب عدم وجود إضاءة صحية وكافية.

وأضافت الخالدي: "وفي هذه الأيام التي تتزامن مع تسليم المشاريع يتحول جدول الكهرباء لجدول "خرافي" فلا نراها أكثر من 4 ساعات، فلا نستطيع الاستفادة منها مما يضطرني للتأخر في الجامعة، أو الذهاب عند أحد أقاربي في حال وجودها لديهم"، إلى جانب معاناة طباعة المشاريع وتأخر التسليم لعدم وجود كهرباء في المكتبة واللوحة الواحدة تأخذ وقتًا، ففي حال اضطر لتشغيل مولد كهربائي فإن تكلفة اللوحة تزداد.

وأشارت إلى أن أزمة الكهرباء تعمقت كثيرًا في أبسط الأمور الحياتية، فوضع الكهرباء يسبب لها حالة من الضغط والتوتر لعدم القدرة على إتمام الواجبات المطلوبة منها.

امتحانات على الأبواب

أما محمد عطا الله طالب في الصف السادس الابتدائي فإنه يسابق الزمن لإنهاء واجباته المدرسية قبل أن يسدل الليل ستاره، خاصة أن دوامه المدرسي في الفترة المسائية، وفي أغلب الأيام عندما يعود للبيت يكون قد انتهي دورهم في الكهرباء.

تضطر والدته لمتابعته في إنهاء دروسه في محاولة منها لاغتنام كل دقيقة في آخر ساعات من النهار، ومع حلول الليل لا يتمكن من إكمال دراسته بسبب أزمة الكهرباء الحادة.

وقال عطا الله: "فامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني قد أصبحت على الأبواب، ولا أعلم كيف سأحضر للتقديم للامتحانات مع انقطاع التيار الكهربائي شبه دائم، فكل ما هو عليّ مضاعفة جهدي خلال الساعات القليلة بعد عودتي من المدرسة".

وقد كان الطالب عطا الله قد ألحقته عائلته بمركز تعليمي علها تخفف عليه من حدة الأزمة وتساعده في مراجعة دروسه خاصة وقت الامتحانات.

حياة مربكة

وبدور شعشاعة وأخواتها القائمات على مشروع "6 Flowers" وبعضهن طالبات جامعيات، فالأزمة الأخيرة للكهرباء قد أربكت حياتهن رغم أنها ليست جديدة، فقالت: "الكهرباء شيء أساس في الحياة، وبقدر ما نستطيع إيجاد بدائل إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنها".

فتكون تنتظرها على أحر من الجمر لإنهاء ما عليها من مهام ومتطلبات، وفي الساعات القليلة التي تأتي فيها الكهرباء تكون في حيرة إتمام عملهن في التطريز وإنتاج ما هو مطلوب منهن للزبائن ليتم تسليمهم وفق ما تم الاتفاق عليه، وبين إكمال دراستها وواجباتها الجامعية.

وبينت أنه بسبب الأزمة قد يضطررن إلى إيقاف العمل في مشروع التطريز، المعتمد بشكل أساس على الكهرباء، ففي أي وقت تدق الكهرباء طبولها معلنة قدومها تضطر للقيام لإكمال مهامها.