أحمد أبو الغيط ليس الجامعة العربية، فهو مجرد موظف لدى هذه المؤسسة. وصائب عريقات ليس القضية الفلسطينية، بل هو موظف لدى مؤسسات القضية الفلسطينية، لذا المسألة التي بين الجامعة وأمينها العام أبو الغيط من جهة، وصائب عريقات والفلسطينين من جهة ثانية، هي مسآلة شعب محتل يدافع عن حقه في الحرية والعودة لوطنه.
نعم، عريقات موظف رفيع، ووظيفته تقتضي منه أن يكون لسان الشعب والقضية، وعليه فهو حين يطلب من أحمد ابو الغيط الاستقالة الفورية فهو يعبر عن مطالب الشعب الفلسطيني وعن مشاعر القوميين العرب.
أبو الغيط فشل في مهام منصبه في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، حين اتخذ موقفا شخصيا يخالف قرارات الجامعة العربية التي تبنت المبادرة العربية في ٢٠٠٢م، حين سهل للإمارات والبحرين الخروج من قاعدة الأرض مقابل السلام، والخروج من الإدانة .
نحن نعتقد، كما يعتقد صائب أنه كان بالإمكان أن يلعب أبو الغيط دورا قويا في الدفاع عن قرارات الجامعة، وبالذات عن المبادرة العربية، وكان لموقفه المفترض تأثير واضح في دعم الفلسطينيين لوقف هرولة المطبعين بالمجان.
ما زلنا نتألم نحن الفلسطينيين من أمين عام الجامعة، وما زلنا نطالبه بترك منصبه، والعودة للبيت، عسى أن تختار الجامعة أمينا جديدا يكون آمينا على القضية، وعلى قرارات الجامعة نفسها.
إنه إذا عبرت الجامعة عن سياسة الدول القطرية، فإن الأمين العام يعبر عادة عن سياسة الجامعة القومية الجامعة، والتطبيع مع (إسرائيل) وانتهاك قرارات الجامعة ليس من سياسة الجامعة القومية التي يقوم بحراستها أمين عام الجامعة. وكل خروج قطري عن السياسة القومية يستوجب الإدانة، لذا أدانت الجامعة كامب ديفيد، ونقلت مقرها إلى تونس.
إن تخلي فلسطين عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة هو تعبير المستضعف عن رفضها سياسة الجامعة وتصرفات أمينها العام، وإن رفض قطر لتولي الرئاسة بديلا عن فلسطين في هذه الدور، هو تعبير عن المرض الذي تعاني منه الجامعة الآن، مما يستوجب أن تعود الجامعة لمراجعة نفسها وموقفها، وهذا عمل مناط بالأمين العام، والأمين العام لن يقوم بهذه المراجعة، لأسباب متعددة، ومن هنا يأتي مطلب صائب من الاستقالة، من موقف موضوعي لا من موقف شخصي.
فهل يذهب الأمين للاستقالة الواجبة، أم تذهب فلسطين لتجميد عضويتها في الجامعة؟!