فلسطين أون لاين

يزيد الإقبال عليه سنوياً لرخص ثمنه

تقرير "جفت الزيتون" وقود حيوي تستخدمه المصانع والمزارع بغزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ رامي رمانة:

للعام الرابع عشر على التوالي، يستخدم الستيني عمر أبو اسكندر من سكان مدينة غزة، مخلفات عصر الزيتون "الجفت" في توفير مصدر وقود حيوي لتسخين المياه اللازمة في معصرته، وتحميص البذور، وصناعة الخبز، وإنتاج البلاستيك في المصانع التابعة لعائلته.

فشهر اكتوبر، يُعتبر توقيتا رائعا ينتظره أبو اسكندر، لتعبئة مستودعه بهذا الوقود الحيوي، ويعمل أيضا على شراء كميات أخرى من بقية المعاصر.

و"الجفت" أو "تفل الزيتون" هو بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه، لا يمكن الحصول عليه إلا في الخريف أو بدايات الشتاء بعد موسم قطف الزيتون وعصره، و تؤخذ مخلفات الزيتون من عجم ولب الزيتون وغيره بعد عصر الزيتون ثم تعجن داخل خلاطات معصرة الزيتون وتضغط بكابس.

يقول أبو إسكندر لصحيفة "فلسطين" : نستخدم الجفت النظيف المُصنع من نوى الزيتون في المخابز الخاصة بالعائلة، وفي تحميص البذور ،والقهوة، والبهارات، فيما نستخدم الجفت غير النقي وهو الذي اشتريه من المعاصر الأخرى في توفير طاقة تمد ماكينات انتاج البراميل البلاستكية بالحرارة اللازمة لعملها.

ويحافظ أبو اسكندر على ابقاء الجفت على مدار العام عنده، وذلك بالمزاوجة في استخدامه مع السولار، مبيناً أنه يستهلك شهرياً من 10-12 طن من "الجفت".

وأشار إلى أن تكلفة استخدام الجفت تعادل نصف تكلفة استخدام السولار.

وتبلغ نسبة "الجفت" من عصر طن واحد من الزيتون نحو 40% منه، وتقّدر الكمية التي تستخرجها جميع معاصر قطاع غزة سنويًّا بـ20 ألف طن.

ويقدر عدد أشجار الزيتون المثمرة في فلسطين قرابة 9 ملايين شجرة، بينما يبلغ عدد الشجرات غير المثمرة 2.5 مليون شجرة، ويبلغ معدل ما يستهلكه الفلسطينيون سنوياً من الزيت حوالي 22 ألف طن.

وفي فلسطين يوجد 302 معصرة منها 285 معصرة عاملة و17 معصرة مغلقة وتتوزع هذه المعاصر على 275 معصرة اوتوماتيك، 10 معاصرة قديمة نصف اتوماتيك، حسب الجهاز المركزي للإحصاء.

من جهته قال الحاج رؤوف عنفوص، مسؤول معصرة في الضفة لغربية، إنه في موسم عصر الزيتون تخرج معصرته نحو 100 طن من الجفت.

وأضاف عنفوص لصحيفة "فلسطين" أنه يعطي هذه الكميات مجاناً للراغبين في استخدامها في تشغيل أفران الطابون التقليدية، وتوفير تدفئة لمزارع التربية، ولأغراض التدفئة الشخصية.

وأشار الى أن الاقبال على استخدام الجفت يزيد عاما عن الآخر، لافتاً إلى أن الجفت يستخدم أيضًا في تصنيع الصابون إذ تعيد بعض المصانع عصر "الجفت"، وتستخلص ما تبقى من الزيتون وتدخله في صناعة الصابون.

وتشير دراسات إلى أن الجفت يحتوي على كميّة طاقة مُرتفعة يُمكن أن تصل حتى 18 ميجا جول لكل كيلوجرام، وبالتالي يُمكن أن يُشكل بديلًا من البدائل الممتازة للفحم.

يجدر الاشارة إلى أن الجفت في السابق كان يتم التخلص منه بالحرق في الأماكن المفتوحة وهذا يعرض الهواء إلى التلوث.

ويعتبر الخبير الزراعي نزار الوحيدي أن "الجفت" عنصر حيوي مهم في تسميد التربة الزراعية، ومنحها عناصر هامة، لكنه ينصح بعدم الاستخدام المباشر للجفت.

ودعا إلى اخضاع الجفت للمعالجة واضافته الى تركيبة السماد العضوي "الكمبوست" قبل وضعه في التربة حفاظاً على بذور النبات.

وأشار الوحيدي لصحيفة "فلسطين" إلى أن الجفت وقود حيوي، رخيص الثمن، يوفر طاقة خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من نقص في مستلزمات الطاقة، حاثاً المستثمرين على زيادة الاهتمام بتنفيذ مشاريع قائمة على استخدامه.