فلسطين أون لاين

الحكومة السودانية توقع اتفاق سلام مع حركات متمردة في جوبا

...

بدأت في جوبا، عاصمة جنوب السودان، اليوم السبت، مراسم التوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وتحالف "الجبهة الثورية". وينهي الاتفاق سنوات من الحرب بين الحكومة المركزية وحركات متمردة في عدد من مناطق النزاع، مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وتوصلّت الأطراف إلى الاتفاق بعد أكثر من عامٍ من التفاوض الذي توسطت فيه حكومة جنوب السودان، وشارك فيه، إضافةً إلى حكومة السودان، تحالف "الجبهة الثورية"، وهو تحالف يضم حركات مسلحة؛ أبرزها حركة "العدل والمساواة" وحركة "تحرير السودان"، و"الحركة الشعبية قطاع الشمال" فصيل مالك عقار، وحركة "تحرير السودان" المجلس الانتقالي، كما تضم الجبهة عدداً من الأحزاب المدنية مثل مؤتمر "البجا" والحزب "الاتحادي" وحركة "كوش" .

ويشارك في حفل التوقيع عدد من الزعماء الأفارقة وممثلون لدول عربية ومنظمات دولية، ومن المتوقع أن يخاطبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، عبر تقنية "فيديو كونفرنس"، بالإضافة إلى كلمات من رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك، ورؤساء الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام.

وأبرز ما جاء في الاتفاق الذي سبق أن وُقّع بالأحرف الأولى، هو منح الحكم الذاتي لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وإنشاء نظام حكم إقليمي في دارفور، ومشاركة "الجبهة الثورية" في كل هياكل السلطة الانتقالية، من مجلس السيادة ومجلس الوزراء وبرلمان انتقالي، كما يعطيها الحق في الاحتفاظ بقواتها لمدة 39 شهراً، على أن تشكل قوات مشتركة لحماية المدنيين في مناطق النزاع، إضافة إلى الاتفاق على إصلاح القطاع العسكري والأمني، ووضع ضمانات لعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية.

ولتحقيق العدالة الانتقالية، ينصّ الاتفاق، ضمن بنود أخرى، على مثول المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية أمام المحكمة بعد اتهامهم بارتكاب جرائم حرب في دارفور وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في دارفور، ومن بين أبرز المطلوبين الرئيس المعزول عمر البشير، كما يضع الاتفاق أسساً جديدةً لقسمة الموارد المالية بين الحكومة المركزية والأقاليم، وتخصيص موارد خاصة بالمناطق المتأثرة بالحرب، وبنوداً خاصةً حول معالجات تنموية في كل من شرق السودان وشمال السودان والوسط.

وأكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن السلام سيفتح آفاقاً رحبة للتنمية والتقدم والازدهار، موضحاً أن الاتفاق يفتح صفحة جديدة تنهي الحروب، وتضع حداً لمعاناة أهلنا في معسكرات النزوح واللجوء.

وتغيبت عن لحظات التوقيع اثنتان من حركات التمرد الرئيسة، أولاها "الحركة الشعبية" فصيل عبد العزيز الحلو، التي تعثرت المفاوضات بينها وبين الحكومة، ونقلت تقارير صحافية من جوبا أن اجتماعاً عقد أمس الجمعة، بين رئيس حكومة جنوب السودان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك ورئيس الحركة عبد العزيز الحلو، بغرض تحريك جمود المفاوضات بين الطرفين، وتداول الاجتماع تطوّر العملية السلميّة بين الحكومة الانتقالية والحركة بما يصبّ في اتجاه عودة المباحثات بينهما، وتم الاتفاق على أن استكمال السلام العادل الشامل بالسودان أمر مصيري لدولتي السودان وجنوب السودان، بما يخدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لشعبي البلدين.

أما الحركة الثانية، التي سجلت غياباً عن التوقيع، فهي حركة "تحرير السودان" بزعامة عبد الواحد محمد نور التي تقاتل في دارفور، وقد رفضت المفاوضات من حيث المبدأ، لعدم اعترافها بمشروعية الحكومة الانتقالية في السودان التي تعتبرها امتداداً لنظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وكان الحزب الشيوعي السوداني، أحد أحزاب تحالف "الحرية والتغيير" الحاكم قد عبّر، في بيان له يوم الخميس عن رفضه اتفاق جوبا، وأكد أنه لن يقود إلى سلام حقيقي إنما لمحاصصات حزبية ضيقة وقسمة للمناصب، داعياً الجماهير إلى مواصلة نضالها لتحقيق أهداف الثورة السودانية.

ودخل السودان منذ أغسطس/ آب من العام الماضي في مرحلة انتقالية مدتها 39 شهراً تعقبها انتخابات عامة، لكن الاتفاق الجديد حدّد بداية الفترة الانتقالية بالتوقيع على اتفاق السلام، ومن المقرّر أن يُجرى تغيير على الوثيقة الدستورية التي وُقّعت قبل أكثر من عام بين المجلس العسكري وقوى إعلان "الحرية والتغيير".

المصدر / الأناضول