حذر منسق الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من أن "عوامل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط قد تجذب الفلسطينيين والإسرائيليين ناحية واقع الدولة الواحدة المتمثل في استمرار الاحتلال والنزاع".
جاء ذلك في إفادة المنسق الأممي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، فجر اليوم الأربعاء، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الدورية حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال المسؤول الأممي في إفادته لأعضاء المجلس " نحن الآن في لحظة محورية في البحث عن (السلام)، إذ تهدد عدة عوامل مزعزعة للاستقرار بجذب الفلسطينيين والإسرائيليين باتجاه واقع الدولة الواحدة التي يطول فيها أمد الاحتلال والصراع".
واستدرك قائلا " مازلت ملتزما بدعم الطرفين لحل النزاع وإنهاء الاحتلال بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية سعياً لتحقيق رؤية دولتين - (إسرائيل) ودولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية متصلة وقابلة للحياة وذات سيادة على أساس خطوط ما قبل 1967 وبحيث تكون القدس عاصمة للدولتين".
وكرر ميلادينوف في إفادته "دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لأعضاء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، والشركاء العرب الرئيسيين، والقيادة الإسرائيلية والفلسطينية إلى إعادة الانخراط على وجه السرعة في الجهود المبذولة لتعزيز هدف حل الدولتين المتفاوض عليه قبل فوات الأوان".
وحذر ملادينوف من "استمرار العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين وقال " يتعين علي (إسرائيل) كقوة احتلال ، ضمان سلامة وأمن السكان الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الهجمات ضد الفلسطينيين".
وتابع "وأكرر أنه يتعين علي القوات الإسرائيلية أن تمارس أقصى درجات ضبط النفس ولا يجوز لها استخدام القوة المميتة إلا عندما لا يمكن تجنبها من أجل حماية الأرواح".
وحول خطط الضم الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية، قال المنسق الأممي " تعليق (إسرائيل) لخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى إزالة تهديد خطير كان من الممكن أن يقلب (السلام) والاستقرار الإقليمي ومع ذلك فإن الخطر مازل قائما .. وأشعر بقلق بالغ من المناقشات الأخيرة في الكنيست الإسرائيلي الذي أظهر ضغط متزايدا ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة ج ".
وتابع "كما يساورني قلق عميق إزاء الارتفاع الخطير في عمليات هدم ومصادرة المباني المملوكة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك شرقي القدس وإنني أحث (إسرائيل) على وقف هذه السياسة على الفور تماشيا مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". -
وبشأن المصالحة الفلسطينية، أوضح ملادينوف أنه في الثالث من أيلول/سبتمبر شهد ولأول مرة منذ ما يقرب من عشر سنوات، عقد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أول اجتماع لها مع زعماء كل الفصائل الفلسطينية.
وأضاف " المتحدثين الفلسطينيين في الاجتماع ركزوا على الحاجة لاستعادة الوحدة وإصلاح منظمة التحرير، فيما أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقفه المعلن باستعداده لبدء المفاوضات مع (إسرائيل) برعاية أممية أو دولية، داعيا إلى المقاومة الشعبية لمواجهة تهديد ضم الأراضي الفلسطينية من قبل (إسرائيل)".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن جائحة "كوفيد-19"، وتعليق التنسيق بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل)، ردا على الخطط الإسرائيلية بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، ساهما في تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والسياسية في غزة وأثرا على الوضع الصحي والاقتصادي-الاجتماعي في الضفة الغربية المحتلة.
ويطالب الفلسطينيون بكسر احتكار رعاية الولايات المتحدة للمفاوضات مع الاحتلال، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كانون أول/ديسمبر 2017، الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها.
وجراء رفض الاحتلال الإسرائيلي وقف الاستيطان والقبول بحدود ما قبل حرب حزيران/يونيو 1967 أساسًا لحل الدولتين توقفت مفاوضات التسوية منذ أبريل/ نيسان 2014.