البيان المشترك بين حركتي حماس وفتح من اسطنبول استكمال لبيان بيروت الصادر عن لقاء الأمناء العامين، الذي جمع نقاط الاتفاق في بيان وتجاهل نقاط الخلاف في سبيل تقريب المواقف وسد الفروقات، وهذا أمر مهم ومنطقي نحو الذهاب لحوار ذي جدوى بين الأطراف ويقترب من القدرة على الإجابة عن كيفية مواجهة المخاطر.
ما تضمنه بيان اسطنبول حول الذهاب إلى الانتخابات هو مهم, لكن يحتاج بيئة مساعدة، والأمر لا يمكن التعامل معه بنظام الفزعة، كما يحدث كل مرة، خاصة في ظل عدم معالجة البنية المساعدة لإجراء الانتخابات, وأبرزها إزالة العقوبات عن غزة التي لا زالت مستمرة، ولدينا تجارب سابقة في الدعوة لعقد الانتخابات ولم تنجح السلطة في تمرير ذلك، رغم موقف حماس الإيجابي في حينه.
إن أدوات الضغط على الاحتلال يحكمها الميدان بشكل أساسي، سواء من قبل المقاومة أو من قبل السلطة لو أرادت ذلك، بوقف التنسيق الأمني فعليًا، ووقف ملاحقة المقاومة العسكرية، وإعادة تفعيل المقاومة الشعبية، وقد يفهم أنه ليس بحاجة لقرار معلن، لكن يمكن أن تغض السلطة النظر عن تحرك المقاومين، أو إطلاق بعضهم بالتدريج.
إسراع السلطة نحو بيروت واسطنبول هو مسعى محمود وإن جاء بعد التلويح الأمريكي بجلب قيادة فلسطينية جديدة على غرار جلب محمود عباس سابقًا لرئاسة السلطة، وخاصة ممن كانوا بالأمس شركاء واليوم تحولوا لأعداء، والتهديد الأمريكي يمكن أن يحدث ومتوقع، لكن الأمر يتعلق بطريقة تصعيده للحكم، وهذا قد يدفع الولايات المتحدة للتفكير مجددًا وخاصة أن ظروف 2004 تختلف عن 2020.
كي نواجه موجة التطبيع نحتاج لتوحد المواقف، وبدءاً من السلطة بخطوات فعلية دبلوماسية، بعيدًا عن سياسة الحرد المتبعة، وخاصة أن السلطة نفسها جندت جامعة الدول العربية في تبني مواقف تدعم علاقتها مع الاحتلال.
التحرك فلسطينيًا بشكل موحد نحو الهيئات والاتحادات الشعبية والجماهيرية في الدول العربية للتحذير من مخاطر التطبيع، وتعزيز الحضور الوطني الفلسطيني، وتحميل الشعوب العربية جزءا من مسؤولية التصدي للتطبيع باعتبار خطورته لا تختصر على الفلسطينيين، وإن كانوا هم المتضرر الرئيسي، إلا أنه لا يعفي الشعوب العربية.