فلسطين أون لاين

الزعانين أمٌ لأسير وشهيد واثنين مهددينِ بالاغتيال

...
غزة - أدهم الشريف

اعتادت المواطنة الغزِّية فريال الزعانين الجلوس أمام صورة نجلها الشهيد والتأمل فيها والدعاء له، لكنها لا تتأخر لحظة عن فعاليات التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال، للمطالبة بإطلاق سراح نجلها المريض.

ابنها الشاب حسام الزعانين (28 عامًا) متزوج وأب لابنتين (حلا وآية)، كان متوجهًا إلى أحد مستشفيات الضفة الغربية المحتلة عبر حاجز بيت حانون (إيرز)، شمال قطاع غزة، عندما اعتقلته قوات الاحتلال، وزجت به في سجونها عام 2013م.

وقالت الزعانين البالغة من العمر (58) عامًا: "كان حسام يعاني أزمة صحية بسبب تقطع في الأعصاب والأوتار، فقرر العلاج في مستشفيات الضفة الغربية".

وأضافت لـ"فلسطين": "لما وصل إلى حاجز بيت حانون اعتقل، وحكم عليه بالسجن مدة 17 سنة".

حسام ليس أول مواطن من غزة يعتقل في أثناء التوجه إلى العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أو مشافي الداخل المحتل عام 1948م، بل سبقه العشرات من الرجال والنساء والشيوخ، أرادوا العلاج فانتهى بهم المطاف أسرى خلف القضبان.

ظلَّت والدة الأسير ممنوعة من زيارة نجلها حسام قرابة 7 أشهر، عانى خلالها من النقل بين السجون قبل أن يستقر في سجن (إيشل).

تقول والدة الأسير، وبدا وجهها شاحبًا وعيناها غائرتين فيه من شدةِ حزنها على نجلها: "أشتاقُ كثيرًا إلى حسام، وأخشى أن يصيبه أي مكروه، فهو يعاني من تردٍّ في حالته الصحية بسبب الإهمال الطبي".

ولم يكتف الاحتلال باعتقال حسام، بل هدِّد باغتيال 3 أشقاء له، وعلى إثر ذلك كانت الأم تتوقع استشهاد أي من أبنائها في أي لحظة.

وعلى حين غرَّة نفذت طائرة حربية إسرائيلية دون طيار غارة جوية استهدفت مركبة أمام منزل عائلة حسام، في بيت حانون، فطالت شقيقه أحمد في 22 كانون الثاني (يناير) عام 2014م، تقول الأم الثكلى: "كان جالسًا عندي، وراح لتلبية غرض لابن عمه في السيارة أمام البيت، ولما وصل إليها قصفته الطائرة، فاستشهد هو وابن عمه".

علاوةً على هذا أخبر ضابط مخابرات الاحتلال في سجن (إيشل) الأسير حسام باغتيال شقيقه، وأطلعه على صور الشهيد وهو أشلاء، فما كان منه إلى أن يكبر بصوت أربك أركان السجن، وهتف عاليًا: "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

رحل أحمد وبقي حسام في السجن، واثنان من أشقائهما مازالا مهددين بالاغتيال تخشى والدتهم أن تفجع بأحدهما، كما سبق مع ابنيها الأسير والشهيد.

لا تترك الأم فعالية للتنديد بجرائم الاحتلال، والتضامن مع الأسرى خلف القضبان إلا وتشارك فيها، ودائمًا ما تهتف للشهداء والأسرى ويتجاوز صوتها كل الحدود وهي تقول: "يا أسير لا تحتار مهما جرى ومهما صار؛ لازم ترجع ع الديار ونكمل سوا المشوار".