فلسطين أون لاين

​العملات الرقمية فرصةٌ لأرباح طائلة

...
غزة - فاطمة أبو حية

عام 2009، اشترى شاب نرويجي عملات رقمية بقيمة 27 دولارا لأجل بحث دراسي يعدّه، أنهى البحث، ونسي أمر عملاته تلك، وبعد خمس سنوات قرر أن يتفقد حسابه بعدما سمع في الإعلام عن ازدياد سعرها، وكانت المفاجأة، إذ زادت قيمة عملاته عن 88 ألف دولار.. الرقم ليس خطأ ولا مُبالغا فيه، بل منطقيا تماما في سوق العملات الرقمية..

عالميًا، توجد مئات العملات الرقمية، وأشهرها "بيتكوين"، والاستثمار في هذه العملات يحقق أرباحا عالية جدا، ولكن بالطبع بعد التأكد من الموقع الذي يقدمها، وصدقيته، وإلا سيتحول المستخدم ضحية لعملية نصب.. "فلسطين" توجهت إلى مدير شؤون الموظفين في شركة الأصول الذهبية للاستثمار هناء الحلو للتعرف أكثر على هذه العملات وكيفية الاستثمار فيها..

بل حقيقية..

تقول الحلو إن هذه العملات ليست افتراضية، كما يسميها البعض، بل حقيقية، لكنها تُستخدم عن طريق الإنترنت، لذا يمكن تسميتها عملات رقمية، لأنها تُستخرج عن طريق خوارزميات عبر الحاسوب.

وتضيف: "الأجهزة المُخصصة لاستخراج هذه العملات تُعدّ أكوادا معيّنة، لتكون بمثابة شيفرة للعملة، مما يجعل اختراقها صعبا".

وتوضح أن في سوق العملات الرقمية حاليا نحو 300 عملة، ولها بورصة خاصة لها "كوين ماركت كب" يتم التداول من خلالها، وذلك لأن لكل عملة سعرها الخاص والمتغير من وقت لآخر، تماما كما الحال في أسعار العملات الورقية.

وتلفت الحلو إلى أن هذه العملات فرصة كبيرة جدا للاستثمار، ويمكن أن تعود على صاحبها بأرباح كبيرة جدا، وعلى مستوى العالم أشخاص كوّنوا ثروات كبيرة جدا بفعل الاستثمار فيها، ومنهم من وصلت ثروته إلى 400 مليون دولار.

وفي تفسيرها لكيفية الاستثمار، تبين: "أشهر العملات الرقمية هي عملة (بتكوين)، عندما دخلت إلى السوق عام 2009 كان سعرها سنتا واحدا فقط، وحاليا تجاوز سعرها 1100 دولار، ولذا انتشرت مقولة: (البتكوين خلق أثرياء حول العالم)، وهي مقولة حقيقية تماما، فهي فرصة استثمار حقيقية لا تتوفر في أي مشروع على أرض الواقع".

وتنصح الحلو من يرغب بالدخول على خط العملات الرقمية، بأن يتأكد من العملة التي يشتريها، لكي لا يتحول إلى ضحية لعملية نصب، لافتة إلى أن شركتها تبحث عن الشركات المضمونة، ومن ثم تتواصل مع إداراتها للحصول على ضمانات منها، قبل إرشاد المستفيدين للشراء من عملاتها.

مُتاحة للجميع

وتبين أن أي شخص بإمكانه الاستثمار بالعملات الرقمية، سواء بشكل فردي، أو من خلال وسيط، وربما يكون هو الوسيط الذي يرشد الناس لهذه العملات.

وعن كيفية شراء العملات، تقول الحلو إن ذلك يكون باختيار العملة أولا، ومن ثم الدخول إلى روابط التسجيل الخاصة بها، وإدخال البيانات المطلوبة مع توفير صور لوثائق تثبت الهوية ومحل الإقامة، وأخيرا يتم شحن المبلغ من خلال البنوك الأرضية أو الرقمية، مضيفة أن البعض يفضل تنفيذ هذه الخطوات من خلال وسيط لعدم خبرته في هذا النوع من المعاملات، ومن ثم يتابع هو بنفسه حسابه الخاص، ويساعده على ذلك سهولة التعامل مع هذا الأمر وإمكانية تعلمه بسرعة.

وتتابع: "في بداية إطلاق العملة الرقمية تكون رخيصة، وبعد فترة يصبح لها سعر حقيقي وتدخل إلى بورصة العملات الرقمية ليبدأ التداول بها، ومن هنا يبدأ الربح، وإن كان البيع فور فتح التداول يكون الربح أقل مما لو انتظر المستثمر لفترة أطول حتى يرتفع سعر العملة".

وتواصل: "سر الربح يكمن في وقت شراء العملة، فالأفضل هو شراؤها في بداية إطلاقها، لأنها تكون رخيصة جدا، أما إن اشتراها بعد فترة من البدء بتداولها ففرص الربح أقل، واحتمالات الخسارة واردة بدرجة أكبر".

وبحسب الحلو، يوجد آلاف المستثمرين في العملات الرقمية في قطاع غزة، ومنهم من يجعلها مصدر دخل شهري له، مؤكدة أنها فتحت آفاقا جديدة أمام الشباب هنا، وصعوبة الأوضاع تشجعهم على خوض هذه التجربة.