قائمة الموقع

الواجبات الشرعية نحو المتضررين من كورونا

2020-09-21T13:28:00+03:00

ظهور فيروس "كورونا" داخل المجتمع الغزي أثر على العجلة الاقتصادية، وكان أكثر متضرريها عمال المياومة الذين يحصلون على قوتهم يومًا بيوم، فأصبح العديد منهم من المعوزين ويحتاجون إلى من يؤمن لهم احتياجاتهم الأساسية التي تعينهم على تجاوز هذه الأزمة.

هناك واجبات شرعية من باب التعاون والتكافل لتأسيس معاني المحبة والمودة، يحددها الشرع على مستوى الدولة والأفراد.

يبين أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية د. ماهر الحولي أن جائحة "كورونا" أثرت على شرائح متعددة في المجتمع، وكذلك المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية.

يوضح الحولي لصحيفة "فلسطين" أن "كورونا" أزمت الوضع الاقتصادي للناس بتعطيل أعمال كثير منهم، وأكثرهم تضررًا كانت الأسر المتعففة التي لا يوجد لها معيل يعمل، وأصحاب الأعمال اليومية أيضًا.

ويلفت إلى أن المجتمع المسلم قائم على أساس التعاون والتكافل، وقيام المسلمين بالواجبات الشرعية تجاه إخوانهم، لأن كثيرًا منهم أصبحوا معوزين.

ويؤكد الحولي أنه من الواجب الشرعي والأدبي والإنساني والوطني توفير احتياجات هؤلاء الأفراد لضمان حياة كريمة لهم، داعيًا مختلف المؤسسات التي تقدم المساعدات أن تجعل أولوية لهذه الفئة ليعيشوا بكرامة دون الوصول إلى مسألة التذلل وتكفف أيدي الناس.

ويشير إلى أن المجتمع يجب أن يكون متكافلًا الأقارب يتفقد بعضهم بعضًا، وأفراد الأسرة الواحدة أيضًا يجب أن يعين بعضهم بعضًا، وكذلك الجيران لا بد أن يتفقدوا جارهم الذي لا يجد قوت يومه، مصداقًا لحديث الرسول عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به".

ويقول الحولي: "من منطلق العلاقة الاجتماعية التي تربط بين أبناء الأمة الإسلامية يجب أن يتكافلوا، قال (تعالى): {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)".

ويضيف: "يجب استشعار المسئولية والواجب تجاه الناس وتوفير احتياجاتهم اليومية من طعام وشراب ودواء حتى تسهم في التكافل، ونشر معاني المحبة والمودة، وإبعاد معاني البغضاء والكراهية".

بدوره يؤكد أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله بكلية الدعوة الإسلامية د. عبد الباري خلة أهمية تأدية الأفراد والمؤسسات دورهم المنوط بهم من التكافل الاجتماعي بين الناس، ويساعدوهم من الزكوات أو غيرها.

ويدعو خلة في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى دعم الأفراد الذي تضرروا من جائحة "كورونا" وتعطلت أعمالهم.

ويلفت إلى أن الحالة الإنسانية والقانونية والأخلاقية تحث الناس على إعطاء المساكين والفقراء والمحتاجين، للتغلب على هذه الجائحة.

ويقول خلة: "يجب أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا، وأن يعطف القوي منا على الضعيف، والغني على الفقير".

ويحث الناس على عدم الإسراف والاقتصاد في الأكل والشرب والمال أيضًا، خاصة في هذه الظروف الصعبة، ولا بد من تربية النفس والأبناء على عدم التبذير لأنه من صلب الدين، قال (تعالى): {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا}.

اخبار ذات صلة