فلسطين أون لاين

داليا.. التطوع من "حاصل صغير" يوصلها إلى "المرأة الذهبية"

...
غزة -هدى الدلو:

مع بداية انتفاضة الأقصى كان مولدها، فهذا الحدث الوطني أوجد لديها نوعًا من التحدي للواقع، خاصة أنها عندما أصبحت في المرحلة الجامعية كان لزامًا عليها أن تذهب يوميًّا في رحلة عابرة لحواجز الاحتلال من خان يونس إلى غزة لتصل إلى جامعتها، بعد تخرجها واجهت العديد من التحديات لتحصل على فرصة عمل، الأمر الذي دفعها لتغيير مجال دراستها أكثر من مرة، ليكون التطوع إلى جانب طلب العلم سبيلها لإثبات استحقاقها فرصة تحقق بها ذاتها.

مشوار التطوع الذي خاضته من عام 2003م انطلقت به من "حاصل" صغير، واليوم يتوج بحصولها على لقب المرأة الذهبية لفئة الخدمة المجتمعية والعمل الريادي على مستوى فلسطين.

الشابة داليا شراب (37 عامًا)، درست علوم الفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة، لم تهمها الألقاب والجوائز، ولم تقدم نفسها للترشيح للحصول على اللقب، فحتى الآن لا تعلم من الذي رشحها، وكل ما قامت به هو تعبئة بياناتها الشخصية والمبادرات التي نفذتها عبر البريد الإلكتروني الذي وصل إليها.

وتشير إلى أن اللقب هو أحد نشاطات مبادرة تمكين لتسليط الضوء على نساء متميزات في المجتمع الفلسطيني.

ومن المبادرات التي نفذتها شراب مبادرة Mompreneur ، وهي لربط صاحبات المشاريع الريادية المشاركات في مبادرة تمكين مع سيدات الأعمال في المجال نفسه، مع إقامة معرض لتسويق منتجاتهن في تركيا وفلسطين.

وتوضح أن غالبية المبادرات تمحورت حول تشجيع الشباب والفتيات على إيجاد بدائل عن الوظائف التقليدية، بخلق فرص عمل (أون لاين) كـ(فري لانسرز) (يعملون بلا عقود دائمة)، أو أن يكونوا رياديين يستخدمون التكنولوجيا لتسويق منتجاتهم (أون لاين).

وتعود بذاكرتها لمرحلة الدراسة الجامعية إذ أنشأت ناديًا شبابيًّا، وبعدها أنشأت مجموعة خاصة بعلم الفلك "هواة الفلك"، ونفذ العديد من فعاليات الرصد وأنشطة لنشر الثقافة في هذا المجال وتشجيع الأطفال على التأمل.

وساهمت داليا في بناء منصة مجتمع (أون لاين) انضم العديد من الشباب والشابات إلى برامجها المتنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتشجيع المستخدمين وإرشادهم ومساعدتهم للوصول إلى المستوى المطلوب من المهارة اللازمة للمشاركة في البرنامج.

وحبها للتطوع كان بهدف توفير مساحة من الأمل في المجتمع الغزي، الذي يعيش الإغلاق والحروب العدوانية والحصار ونسبة البطالة المرتفعة بشكل كبير كل سنة، مع زيادة أعداد الخريجين دون وجود فرص للتطوير أو فرص عمل تكفيهم السؤال وتهوّن عليهم الصعوبات التي يعيشونها.

وتقول داليا لصحيفة "فلسطين": "بعدما تخرجت في الجامعة كنت أشعر بالضياع، وكنت محتاجة إلى أحد يساعدني ويدلني ماذا أفعل، وكيف أجد نفسي وشغفي والمجال الذي يحقق لي الاستقرار الذاتي نفسيًّا وماليًّا، ولذلك حاولت أن أكون لأولئك الشباب الشخص الذي تمنيت أن أجده بعد التخرج".

وتبرز أهمية التطوع عندها في إسعاد الآخرين لكونهم مصدر سعادتها، وأن تكون سببًا في قضاء حوائج الناس، فيمدها بشعور بالراحة والاستقرار النفسي بأن تكون عونًا لهم، "ويكفي دعوات الخير في ظهر الغيب وأمنيات السعادة التي تصل إلي".

وتملكتها مشاعر السعادة بحصولها على اللقب لكون الجائزة التي ستحصل عليها ستسخرها لمساعدة فتيات جدد ليحققن ذواتهن: "سأسعى دائمًا أن أكون قدوة للفتيات في غزة، وأن أحثهن على النجاح وأن أساعدهن على تحقيق أحلامهن".

وحصلت داليا على عدد من الجوائز في مجال ريادة الأعمال، والمركز الثاني في مسابقة "نحو الريادة" بتنظيم من قناة الكتاب وحاضنة الأعمال التكنولوجية بالجامعة الإسلامية سنة 2015م، وشاركت في مؤتمر الريادة العالمي Global Entrepreneurship Summit في نيروبي بكينيا (ممثلة لرياديي فلسطين من الضفة وقطاع غزة)، وبرنامج TechWomen لعام 2018م ممثلة للنساء العاملات في مجال التكنولوجيا بقطاع غزة.

وتطمح أن يصبح لفلسطين اقتصاد مستقل، وأن يجد الشباب فرص عمل تناسب طموحاتهم واحتياجاتهم.