المشاهد الحصرية التي كشفها التحقيق التلفزيوني لفضائية الجزيرة عن قدرات المقاومة في صناعة سلاحها، لم تكن مجرد تحقيق صحفي، بل هي تحول مهم، ومرحلة فارقة في تاريخ العمل المقاوم، الذي استطاع الانتقال من مرحلة نقل السلاح من مئات الكيلومترات عبر البحار والصحاري، إلى مرحلة صناعتها بأيدِ فلسطينية ماهرة، مدربة مؤهلة لذلك.
لم تصل المقاومة إلى ما وصلت إليه الا بعد مسيرة طويلة معبدة بالدماء والتضحيات، سالت فيها دماء تحت الارض وعبر البحار، وهناك من لا يزال قابعا في سجون الاحتلال أثناء محاولات إيصال السلاح لغزة، وبعضهم في سجون عربية.
الكشف عن هذه المعلومات في الوقت الحالي يوصل رسائل عدة للاحتلال.
الحصار الطويل والمشدد واجهته المقاومة بمزيد من الاصرار نحو الاعتماد على الذات في صناعة سلاحها واستخراجه من أعماق البحار بعد أن كانت تجلبه من اعالي البحار، وتستخرجه من أعماق الارض.
الكشف عن السلاح تم بعد أن تم تصنيعه وتغليفه ووضعه في المخازن لاستخدامه في لحظة المواجهة، وبعد اجراء مئات التجارب عليه، ليصبح اكثر قوة وقدرة، وما كشفه رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار في خطاب سابق، انه جزء مما تملكه كتائب القسام، ويمكن ان يساهم في اطالة امد اي مواجهة قادمة، بعكس ما يبني عليه الاحتلال خططه القائمة على تقصير أمد أي مواجهة، بناء على نتائج الحروب السابقة التي مثل فيها طول أمد المواجهة خسارة للاحتلال.
كشف اكثر من مسؤول امريكي وصهيوني عن شرط كسر الحصار هو سلاح المقاومة، وما كشفه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس رفض حركته التفاوض حول السلاح تحت أي مسمى.
كلما اشتد عود المقاومة، واعتمد على ذاتها يزيد من صلابة مواقفها السياسية، والتمسك بقوتها عسكريًا وسياسيًا، مما يمثل حالة ردع للاحتلال، تجعله يفكر ألف مرة قبل أي عدوان على غزة.
غزة اليوم ليس كما كانت، ومؤامرة الحصار لن تستمر طويلًا، وقصد السبيل هو سبيلهم في الخلاص من الحصار دون التنازل عن حقهم في المقاومة، وان تبقى غزة عنوانا للتحرير الى جانب الضفة الغربية.