لم تمر قيادة أمريكية داعمة للاحتلال الإسرائيلي كإدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث قدمت له الكثير من المزايا على حساب القضية الفلسطينية، كان أبرزها الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة له، ونقل سفارتها إليها، عدا عن دعمه بالسلاح والمال.
وجاءت آخر التحركات الأمريكية الداعمة للاحتلال، بتصريح السفير الأمريكي لدى (إسرائيل) ديفيد فريدمان، بأن خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لدولة الاحتلال، سيتم تنفيذها، وأنها مسألة وقت فقط.
وتعد تصريحات فريدمان التي أكد فيها أن تعليق خطة الضم حاليا هو تعليق مؤقت، بمثابة تأكيد أمريكي جديد على قرب سيطرة الاحتلال على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة والأغوار.
وتشمل الخطة ضم غور الأردن وجميع المستوطنات بالضفة الغربية، فيما تشير تقديرات رسمية إلى أن الضم سيصل أكثر من 30% من مساحة الضفة.
وكان من المقرر أن تشرع حكومة الاحتلال في ضم غور الأردن والمستوطنات الكبرى بالضفة الغربية، في الأول من يوليو/ تموز الماضي، لكنه لم يصدر أي قرار بهذا الشأن بعد.
مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، أكد أن تصريح فريدمان له دلالات خطيرة، وكذلك لطمة لدولة الإمارات التي قالت إن تطبيعها مع الاحتلال أوقف الضم.
وقال دغلس في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إن هناك يوميا قرارات استيلاء ومصادر أراض للمواطنين، ويوجد ضم صامت للأرض الفلسطينية من حكومة الاحتلال، معتبرا فريدمان مجندا لصالح المشروع الصهيوني على الأرض، ومندوبا للوبي الصهيوني، وتصريحاته جاءت لأنه يعرف الواقع العربي، لذا يخرج بها لأن جميع الظروف على الأرض ليس في صالح القضية الفلسطينية.
وأوضح أن أقوى رد على التصريحات الأمريكية وخطط سلطات الاحتلال لضم الأراضي، هو تصعيد المقاومة الشعبية على الأرض حتى استرداد الحقوق الفلسطينية، خاصة أن قيادة السلطة جربت محادثات التسوية مع الاحتلال.
الناشط في مقاومة الاستيطان بالضفة الغربية عبد العظيم وادي، أكد أن تصريح السفير الأمريكي حول قرارات الضم لأجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح الاحتلال، تتطابق مع الإجراءات الإسرائيلية على الأرض.
وقال وادي في حديثه لـ"فلسطين"، إن المستوطنين يقومون بالاستيلاء على أجزاء من التلال المطلة على الأغوار منذ وقت طويل، إضافة إلى سيطرة الاحتلال على أجزاء كبيرة جدا وتامة على منطقة (ج)، والأغوار.
وأوضح أن الدور الأمريكي يضرب في عرض الحائط جميع الاتفاقيات الدولية المبرمة حول الأراضي المحتلة، لذا ستكون إدارة ترامب داعمة للاحتلال في حال أقدم على ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار.
ولفت إلى أن الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والمصادرة وهدم البيوت، تعد إقرارا رسميا من سلطات الاحتلال حول الضم بشكل غير رسمي للأرض الفلسطينية المحتلة.