فلسطين أون لاين

والده: أولى لحظات إصابته كانت "صعبة" على العائلة

الحكيم "موسى" يدفع ضريبة مهنته بإصابته بفيروس "كورونا"

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

لم يكن الأمر سهلا على عائلة "موسى" التي تنحدر من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حينما أخبرت طواقم الطب الوقائي نجلها الحكيم "عز الدين" أن نتيجة الفحص الخاصة بفيروس كورونا إيجابية (أي أنه مُصاب).

لكنّ ذلك بدا مختلفا بعض الشيء لدى عز الدين (27 عاما)، الذي كان متوقعا انتقال عدوى فيروس كورونا إليه، بسبب عمله في استقبال قسم الجراحة بمجمع الشفاء الطبي غرب غزة.

بعد يومين من إعلان وزارة الصحة اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا داخل المجتمع، وتحديدا بمخيم المغازي، الذي تبعه فرض حالة منع التجوال في جميع محافظات القطاع من وزارة الداخلية والأمن الوطني، توجه عز الدين إلى عمله بمجمع الشفاء.

في ذلك اليوم "الخميس"، استمرت مناوبة الحكيم عز الدين في عمله بقسم استقبال الجراحة 12 ساعة متواصلة دون كلل أو ملل، في حين تزامن ذلك مع إغلاق قسم استقبال الباطنة نظرا لاكتشاف بعض الحالات المصابة بكورونا، ونقل المرضى هناك إلى استقبال الجراحة، وفق ما يروي موسى.

في تلك المناوبة قدّر "عز الدين" الذي اتخذ كل إجراءات السلامة والوقاية، أعداد المرضى الذين دخلوا القسم بـ75 حالة ما بين كسور وجروح وأمراض أخرى، حينها تبادر إلى ذهنه أن يكون أحد المرضى حاملا للفيروس، الأمر الذي دفعه لإجراء الفحص الخاص بكورونا، في سبيل الاطمئنان على سلامته، حسب حديثه لصحيفة "فلسطين".

ويحكي أنه "بعد انتهاء دوامي ورجوعي للبيت، اتخذت إجراءات السلامة وعزلت نفسي عن عائلتي في غرفة مستقلة، وذلك لحين موعد أخذ المسحة الطبية الخاصة بكورونا".

ونظرا لمنع التنقل، انتظر "عز الدين"، والكلام له، لليوم الذي يعود فيه للعمل وكان يوم الاثنين، فتوجه إلى وزارة الصحة لسحب عينة كورونا، فكانت النتيجة التي وصلته بعد يومين "إيجابية".

كانت هذه اللحظات "صعبة" على عائلته وخاصة والديه اللذين حاولا الاقتراب منه للتخفيف عنه هذا الوجع، فما كان منه إلا أنه رفض اقترابهما منه، خوفاً عليهما من انتقال الفيروس لهما واكتفى بالحديث معهما عن مسافة متر تقريبا، يقول عز الدين.

بعدما تلقى النتيجة عاد لغرفة "العزل" التي خصصها لنفسه في البيت وقضى فيها قرابة 30 ساعة، ينتظر قدوم طاقم الطب الوبائي لنقله إلى مستشفى الصداقة التركي المخصص لحجر الطواقم الطبية، حيث أمضى 13 يوما، دون أن تظهر عليه أعراض حتى اللحظة.

محمود موسى (58 عاما)، والد عز الدين، يقول إن اللحظة الأولى لوصول نتيجة نجله كانت صعبة، لكنها تلاشت بعد مرور بعض الوقت، فهذا أمر الله وقدره علينا.

ويوضح موسى الذي يعمل ضابطا في الشرطة الفلسطينية، لـ"فلسطين"، أن عائلته أخذت تدابير السلامة اللازمة وحجرت نفسها في المنزل، ثم تم أخذ عينات من جميع الأفراد، وكانت نتائجها سلبية (أي غير مصابة).

ولا تزال العائلة تحجر نفسها في المنزل، ضمن الإجراءات والتدابير الاحترازية، حيث لم تخرج من المنزل ولم تخالط أحدا منذ 13 يوما، والكلام لموسى، "وسنستمر بالحجر والالتزام بوسائل السلامة".

ويضيف "هذا فيروس غريب على قطاع غزة، لذلك يجب أخذ كل وسائل الوقاية، حتى نتخطى هذه المرحلة بسلام وأمان وكل أفراد المجتمع"، مشيرا إلى أنهم يتواصلون مع عز الدين يوميا للاطمئنان على صحته.

ويوجه موسى شكره لكل الطواقم الطبية التي لا تزال تبذل جهودها في مواجهة فيروس كورونا الذي يجتاح قطاع غزة، مضيفا "هؤلاء تعجز الكلمات عن شكرهم".

كما يدعو المواطنين إلى ضرورة الالتزام بكل الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا والالتزام في البيوت، خاصة في ظل استمرار مرحلة الخطر، خوفا من وصول العدوى لأناس أحباء عليهم.

أما الحكيم عز الدين فيختم حديثه بتوجيه رسالة للمواطنين بضرورة عدم الاستهتار بفيروس كورونا، وضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارتي الصحة والداخلية، والالتزام في البيوت، خاصة الأطفال وكبار السن ومن يعانون أمراضا مزمنة، كي لا يخسروا أحدا من أحبائهم.