فلسطين أون لاين

تدعو إلى الالتزام بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي

تقرير "استهتارك سيقتل أحبابك".. حملة وطنية لتجنُّب الثمن الكبير

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

منذ الأيام الأولى لإعلان وزارة الداخلية في قطاع غزة حالات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) داخل المجتمع، سارعت الجهات الرسمية لاتخاذ قرار الإغلاق الشامل منعًا لتفشي المرض ولتحديد الخارطة الوبائية، ثم بدأت برفع القيود بحذر، مع التعويل على وعي المواطنين.

وخلال الأيام الأولى للتخفيف التي أعلنت عنها وزارة الداخلية والأمن الوطني في بعض المناطق، أظهرت نسبة كبيرة من المواطنين عدم اكتراث بإجراءات السلامة والوقاية العامة من الفيروس، التي توجب ارتداء الكِمامة والتباعد الاجتماعي عند التسوق، وقصر الحركة للضرورة، من أجل الإسهام في تسطيح منحنى الإصابات التي بلغ عدد النشط منها أكثر من (1588) إصابة.

وأطلقت اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كورونا في غزة حملة "استهتارك يقتل أحبابك" للمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بخطورة عدم الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية على الفئات الهشة والتي تقدرها الجهات المختصة بنحو 100 ألف مسن إلى جانب عشرات آلاف الأطفال ومئات النساء الحوامل.

وتدعو الحملة المواطنين إلى ضرورة الالتزام بلبس الكمامة والتباعد والنظافة الشخصية وعدم المصافحة والحفاظ على المرضى وكبار السن.

رئيس المكتب الإعلامي الحكومة، سلامة معروف، أكد أن حملة "استهتارك يقتل أحبابك"، تأتي لرفع درجة المواطنين حول الوقاية السلامة الشخصية وخاصة المحافظ على عدم الاختلاط، وضرورة ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي.

وقال لصحيفة "فلسطين: "أساس النجاح لاحتواء فيروس كورونا تفهم المواطن ودرجة وعيه بمخاطر الفيروس على المجتمع، ليس الإجراءات الحكومية المتخذة".

وأضاف معروف: "رصدنا شيئًا من الاستهتار بشكل متعمد من قبل المواطنين، لذا جاءت الرسالة التحذيرية بالعودة إلى الإغلاق التام من أجل بيان خطورة عدم الالتزام بإجراءات السلامة، وإمكانية الذهاب إلى التعايش في حال أثبت المواطنون مسؤولية عالية تجاه أنفسهم وأحبابهم ومجتمعهم".

وأوضح أن بعض حالات الاستهتار تسببت في نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، حيث سجل أن أصحاء وأصحاب مناعة قوية، ساهموا في إصابة آخرين مناعتهم ضعيفة.

المدير التنفيذي لاتحاد لجان العمل الصحي في قطاع غزة، د. رأفت المجدلاوي، أشار إلى توعية المواطنين بخطورة فيروس كورونا تتضمن أكثر من محور، مؤكدًا أهمية توحيد جهود جميع مكونات المجتمع لتنبيه المواطنين بخطورة الفيروس.

وقال المجدلاوي في حديث لـ"فلسطين: "النظام الصحي، والمكونات الأساسية للمجتمع، والمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطلوب منهم تقديم خطاب موحد لتعزيز سياسة الوعي عند الجمهور وذلك بهدف إحداث التغيير المطلوب خلال الفترة الحالية".

وأضاف المجدلاوي: "الوصول إلى توعية المواطنين بخطورة فيروس كورونا من شأنها أن يخفف العبء عن النظام الصحي في قطاع غزة، وسيعيد الحياة إلى القطاع الاقتصادي والاجتماعي ضمن محددة وملزمة".

وأوضح أن وعي الناس بالمخاطر التي يحملها الفيروس على الفئات الهشة ستدفعهم طواعية للالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة، في ظل عدم التوصل لأي حلول علاجية أكيدة، "لذلك مطلوب التوسع في تحقيق الوعي الجمعي".

وحذر المجدلاوي من أن بقاء قطاع غزة على هذه الحالة من الاستهتار سيذهب به إلى سيناريوهات ضارة، وتسجيل أعداد كبيرة من الإصابات يعجز النظام الصحي عن استيعابها، "لذا مطلوب من كل منا أن يجنب أبناء شعبه ويلات الخسائر، خاصة أن غزة تعيش تحت حصار مشدد منذ 14 عامًا، وقد تسبب هذا الحصار في هشاشة البنية الاقتصادية والصحية عوضًا عن تلقيهما العديد من الضربات خلال ثلاث حروب مدمرة"، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تريد يريد إغراق غزة بأزمات داخلية لتنشغل بنفسها عنه.