فلسطين أون لاين

تقرير هكذا دفعت "أم نضال" فرحات بـ"محمد" ليقتحم مستوطنة "عتصمونا"

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

 

لم تكن العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد محمد فرحات اعتيادية، فوالدته هي مَنْ اختارته لهذه المهمة، بل وساندته في التجهيز لها، وكللته بالصلاة والدعاء بأن يأتيها شهيدًا وقد أثخن في العدو.. فكانت تلك العملية من أهم عمليات الاقتحام التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في سبيل اندحار الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة.

والشهيد فرحات أحد أبناء خنساء فلسطين (أم نضال)، استشهد بعد تنفيذ عملية اقتحام لمدرسة تدريب الجنود داخل مستوطنة عتصمونا في السابع من مارس/ آذار 2002، حيث اعترف جيش الاحتلال بمقتل تسعة من جنوده وجرح نحو عشرين آخرين.

قبيل تنفيذه العملية كان محمد فرحات (17 عامًا) يعمل في "كافتيريا" الجامعة الإسلامية ويدخر المال ويشتري به الرصاص ليطلقه ضد الاحتلال الموجود في مستوطنة "نتساريم" ثم ينسحب عبر البيارات المحيطة بالمنطقة.

ويبين شقيقه حسام، أن نقطة التحول في حياة محمد كانت عندما قدم أحد قادة كتائب القسام من خان يونس إلى بيت أهله ليخبر شقيقه الشهيد نضال بإمكانية تنفيذ عملية استشهادية في مستوطنة "عتصمونا"، طالبًا منه أن ينقل تلك الرسالة إلى قيادة القسام.

لقي الأمر قبول والدته "أم نضال فرحات" (حيث كانت العائلة جميعها تشارك الشهيد نضال عمله الجهادي في كتائب القسام)، كما يوضح حسام.

وألحت "أم نضال" على ابنها بأن يقوم هو أو أحد أشقائه بالعملية ويعرض ذلك على قيادة الحركة وحبذا لو كان المنفذ محمد حيث كان وقتها أعزب، فأخبرها نضال بأنه سيطرح الأمر على الشهيد صلاح شحادة الذي كان رده بأنه لم يحسم قراره بخصوص من سيكون الاستشهادي فهناك أكثر من شخص مرشح للمهمة، بحسب حسام.

ويضيف فرحات: "لكن والدتي أرسلت رسالة للشيخ شحادة تستحلفه بالله أن يكون محمد هو المنفذ فلاقت رسالتها وقعًا في نفسه فقرر فورًا أن يسمح له بتنفيذها بعد أن يجتاز الإعداد والتدريب هو وشخص آخر ويُقترع بينهما".

وطوال فترة التدريب التي استمرت شهرًا كانت أم نضال تبكي يوميًّا على فراق محمد الذي كان يهددها بالتراجع عن التنفيذ إذا استمرت بالبكاء، فتقول له: "أنا من شدة حبي لكم أريد أن تكونوا جميعًا شهداء لتفوزوا بالجنة، لا تلتفت لدموعي فأنا بالنهاية أم".

وفي الأسبوع الأخير قبيل تنفيذ العملية كانت "أم نضال" تُبيت محمد بجانبها وتبكي، وترجو الله في الوقت ذاته بأن يتقبل منها وأن يقع الاختيار عليه لتنفيذ العملية، لنستيقظ قبل العملية بيوم على اتصال من الشهيد وائل نصار يخبرنا فيه باختيار محمد لتنفيذ العملية الذي طار فرحًا لسماع الخبر وذهب لزيارة شقيقاته المتزوجات زيارة وداع دون أن يعلمهن بنيته شيئًا.

ويشير حسام إلى أنه وفي صباح يوم العملية أعد محمد نفسه باكرًا، "قمت بتصويره مقطع فيديو وهو يودع والدتي، فكان لذلك أثر كبير على الجماهير حينما نشر بعد تنفيذ العملية".

ويوضح حسام أنه أوصل شقيقه لحاجز أبو هولي موصيًا إياه بألا يتراجع وألا يعود إلا شهيدًا، مضيفًا: "بات ليلة في مواصي خان يونس ثم دخل للمستوطنة بلباس مستوطن وهوية إسرائيلية مزورة، واضعًا السلاح في أنابيب الغاز في السيارة التي كان يقودها واقتحم مستوطنة عتصمونا".

ويذكر أن آخر تواصل بينهما على الهاتف النقال كان عند الساعة الثالثة والنصف عصرًا وكان والداي يوصيانه بعدم التراجع، "وظللنا نصلي وندعو الله أن يوفقه حتى بث الإعلام الإسرائيلي قرابة الثانية عشرة ليلاً خبر وجود اقتحام عنيف لـ"عتصمونا" أسفر عن استشهاد المنفذ فدب الفرح في أرجاء المنزل وأخذت أمي تبكي وتقول "ربح البيع" وتجمع أهالي الشجاعية وقيادة القسام في المنزل مهنئين بعد سماع خبر استشهاد محمد".

المصدر / فلسطين أون لاين