أظهرت أدلة جديدة أن أحد أكثر مسكنات الألم شهرة في العالم وأكثرها إستهلاكا قد يتجاوز تأثيره تخفيف الصداع في الجسم ليخلف تأثيرا آخر أكثر خطورة، وفق دراسة حديثة منشورة في دورية أكسفورد الأكاديمية.
ووفق الدراسة فإن الأسيتامينوفين، المعروف أيضا باسم الباراسيتامول، ويباع على نطاق واسع تحت الأسماء التجارية تايلينول وبانادول، يزيد من قدرة متعاطيه على المخاطرة في اتخاذ القرارات.
وراقب معدو الدراسة التغيرات في سلوك الناس تحت تأثير المسكن الذي يباع بسهولة في جميع بلدان العالم.
ويجعل أسيتامينوفين الناس يشعرون بعواطف سلبية أقل، وعندما يتعلق الأمر بالأنشطة الخطرة، فهم لا يشعرون بالخوف، بحسب ما يقول عالم الأعصاب بالدوين واي من جامعة ولاية أوهايو.
وتضاف نتائج الدراسة إلى مجموعة حديثة من الأبحاث التي تشير إلى أن آثار الأسيتامينوفين تمتد أيضا إلى مختلف العمليات النفسية، إذ يقلل من تقبل الناس لإيذاء المشاعر، ويعانون من انخفاض التعاطف، وحتى من تخفيف الوظائف المعرفية.
وتوصلت الدراسة الجديدة إلى أن القدرة العاطفية للناس على إدراك المخاطر وتقييمها يمكن أن تضعف عندما يأخذون الأسيتامينوفين.
ودعا فريق الدراسة إلى المزيد من التحقيق في الآليات البيولوجية المسؤولة عن آثار الأسيتامينوفين على خيارات الناس في مثل هذه الحالات.
ووفق تقرير من موقع "ساينس أليرت" فإن العلماء عليهم إجراء المزيد من التحقيق في دور وفعالية الأسيتامينوفين في تخفيف الألم على نطاق أوسع، بعد أن وجدت الدراسات في السنوات الأخيرة أنه في العديد من السيناريوهات الطبية، يمكن أن يكون الدواء غير فعال في تخفيف الألم، وأحيانا ليس أفضل من الدواء الوهمي.
و لا يزال الأسيتامينوفين واحدا من الأدوية الأكثر استخداما في العالم، ويعتبر دواء أساسيا من قبل منظمة الصحة العالمية، كما أوصت مراكز السيطرة على الأمراض باستعماله لتخفيف الأعراض في حال الإصابة بفيروس كورونا.