تحت جنح الظلام تسلل جنود الاحتلال الإسرائيلي إلى منزل المحرر محمد مصطفى شريتح (33 عاما)، لتختطفه من عروسه وتقتاده إلى مركز توقيف "المسكوبية" دون أي ذنب.
كان العروسان ينعمان بالأمن والأمان، وما هي إلا لحظات حتى استيقظا وجنود الاحتلال في غرفتهما بعد أن اقتحموا المنزل دون أي استئذان.
فجر أول من أمس، اقتحمت قوة إسرائيلية منزل العروسين في قرية المزرعة الغربية بمحافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ضمن حملة اعتقالات نفذتها في محافظات الضفة.
وكان شريتح قد أفرج عنه من سجون الاحتلال في مايو/ أيار الماضي، بعد قضاء محكوميته البالغة 6 سنوات وثلاثة أشهر.
حفل الزفاف
وطوال الأشهر الماضية انشغل المحرر شريتح بتجهيز بيته والتحضيرات السريعة للزفاف واللحظات الجميلة التي سيعيشها مع شريكة حياته، قبل أن تنقلب حياتهما رأسًا على عقب، وخاصة عروسه الجديدة "شموع" التي تعيش أياما قاسية بعد اعتقال عريسها.
تقول شموع لصحيفة "فلسطين" إنه في 21 أغسطس/ آب الماضي أقيم حفل زفافهما بعد أن أنهيا كل الترتيبات وتجهيز المنزل الذي عاثت قوات الاحتلال بكل محتوياته فسادًا عند اعتقال زوجها.
وتلفت إلى أن زوجها كان طوال الفترة الماضية حريصًا على إكمال مسيرته التعليمية فلم يتبق له سوى عام للانتهاء من دراسة الماجستير في الشريعة وأصول الدين، بعد أن حصل على البكالوريوس خلال اعتقاله السابق في سجون الاحتلال.
وتشير إلى أن زوجها كان يتوقع أن تعاود قوات الاحتلال اعتقاله خلال حملات الاعتقال التي تنفذها بين الفينة والأخرى في الضفة الغربية "ويتركني وحيدة، كون الاحتلال لا يؤمن غدره".
وفي 2 سبتمبر/ أيلول الجاري، قبل اعتقاله بأيام، توضح شموع أنها عاشت أياما جميلة برفقة زوجها، إلا أن قوات الاحتلال أبت إلى أن تنغص فرحتهما باقتحام منزلهما الساعة الرابعة والنصف فجرًا، وتفتيشه والعبث بمحتوياته، وإخبار زوجها أنه مراقب، ثم غادرت المنزل دون اعتقاله.
وتكمل أنه منذ تلك اللحظة ونحن نترقب اقتحام المنزل مجددًا أو أن يتم اعتقال محمد، متسائلة: "ما الذنب الذي ارتكبه زوجي ليتم اعتقاله؟ فطوال الفترة الماضية لم يهتم بشيء، وكان يعمل بجد لترتيب المنزل وتأثيثه وإقامة حفل الزفاف، وإكمال دراسة الماجستير.
وتشير الزوجة إلى أنها اعتادت على اقتحامات الاحتلال؛ كونها عاشت لحظة اعتقال أشقائها أكثر من مرة، مؤكدة أن الاحتلال يتفنن في التنغيص على الفلسطينيين من خلال اعتقالهم.
جرائم إسرائيلية
ويقول موسى شريتح، إن شقيقه منذ الإفراج عنه كان شغله الشاغل إتمام حفل زفافه والعيش حياة هادئة برفقة زوجته، وهذا لم يرق للاحتلال الذي أعاد اعتقال مجددًا.
ويلفت شريتح لـ"فلسطين" إلى أن الاحتلال تعمد اعتقال شقيقي وتنغيص فرحته باعتقاله، وهو يعلم أن لا عمل لديه الا التحضير للزواج، فكان يراقبه باستمرار، مدللًا على ذلك من خلال اقتحام منزله فجر الثاني من الشهر الجاري وإخباره بذلك.
وتجلس "شموع" وحيدة في منزل زوجها، تتواصل مع عائلتها وعائلته لتحصل على آخر أخباره وموعد الإفراج عنه.