فلسطين أون لاين

تقرير "خيمة البستان".. حِصن الأقصى يواجه الخطر!

...
جنود الاحتلال أمام منزلٍ في حي البستان المقدسي (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لم يعد حي البستان في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، الواقع على بعد أمتار قليلة من أسوار المسجد المبارك، بعيدًا عن خطر مخططات الاحتلال الإسرائيلي والجماعات اليهودية المتطرفة، وبات كل سكان بلدة سلوان بأحيائها، في دائرة خطر الإخلاء، فعمدوا إلى إنشاء خيمة البستان والتواجد المستمر فيها لمواجهة سياسة الهدم المتصاعدة بالقدس وإفشالها.

وكان عشرات الفلسطينيين قد أدّوا صلاة الجمعة الثالثة، في خيمة اعتصام "خيمة البستان"، رغم كثافة التواجد الأمني لقوات الاحتلال في محيط الخيمة؛ تنديدًا بتصاعد سياسة هدم المنازل بمختلف أحياء البلدة.

استهداف الحي

وحي البستان يقطنه نحو 1500 فلسطيني، في 100 وحدة سكنية، على مساحة تبلغ نحو 77 دونمًا، وتقوم بلدية الاحتلال بشكل مستمر بتوزيع أوامر وإنذارات هدم على المواطنين تستهدف منشآتهم التجارية والسكنية، وفق رئيس لجنة حي سلوان فخري أبو دياب.

وأوضح أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من إنشاء خيمة البستان، رفض سياسة هدم البيوت من قبل بلدية الاحتلال في القدس، وإفشال مخططاته للانقضاض على القدس والمسجد الأقصى.

وأكد أن الاحتلال يحاول الدخول إلى القدس والمسجد الأقصى من خلال حي البستان لإقامة كنائسه ومعابد الهيكل المزعوم على أنقاض منازل المقدسيين.

ويمثل حي البستان الذي يبعد عن المسجد الأقصى نحو 350 مترًا من الناحية الجنوبية، خط الدفاع الأول عن المسجد.

وبين أبو دياب أن الاحتلال يحاول جاهدًا استهداف الحي لإقامة مخططاته العنصرية في المنطقة، مؤكدًا أن الأهالي يتواجدون بشكل مستمر في خيمة البستان، ويرسلون رسائلهم للعالم بالجرائم المرتكبة بحقهم من قبل الاحتلال الذي يريد تهجيرهم من المنطقة.

ورأى أن الخيمة نجحت في إعاقة الهدم، وأفشلت العديد من المخططات الإسرائيلية، داعيًا العالم للوقوف إلى جانب المقدسيين وإفشال مخططات الاحتلال الهادفة لتهجيرهم.

وسيلة ردع

وقال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر: إن إقامة صلاة الجمعة في خيمة البستان بمثابة وسيلة ردع لسلطات الاحتلال وإفشال مخططاتها في الاستيلاء على الحي وهدمه.

ونبه خاطر في حديث لـ"فلسطين" إلى أن الاحتلال يتحين الفرص للإقدام على هدم الحي بالكامل مستغلًا بذلك حالة الهرولة والتطبيع العربي والدعم الأمريكي المتواصل له.

وبين أن الاحتلال يعدّ حي سلوان الخاصرة الضعيفة في مدينة القدس، فيعمل على تفريغها من سكانها الأصليين، ويستهدف السكان والنشطاء فيها ممن يشاركون في الأنشطة الاجتماعية والسياسية لمواجهة السياسات التهويدية.

وذكر أن حي البستان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي منذ أعوام، في محاولة منه لتفريغ المنطقة الجنوبية للأقصى؛ للاستيلاء عليها وتفريغها من سكانها، وإقامة مشاريعه ومخططاته العنصرية.

وأكد أن السكان يدركون حجم المخاطر الإسرائيلية ونوايا الاحتلال فيبدعون في ابتكار الأدوات لإفشالها، داعيا أهالي القدس لمواصلة فضح سياساته، ومقاومته بكل الأساليب المشروعة.

خاصرة القدس

من جهته، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهجير ناصر الهدمي، أن الاحتلال يخشى خيمة البستان في سلوان ويلاحق المشاركين فيها لأنها جمعت جهود المقدسيين والشخصيات الوطنية والنشطاء في وجه أوامر الهدم والاستيلاء على عقارات المقدسيين.

وأكد الهدمي في تصريح صحفي، أن الاحتلال يعتبر كل صوت يخرج من مدينة القدس وخاصة من سلوان صوتًا يهدده ويحبط مخططاته، مشيرا إلى أن "خيمة البستان" التي أنشئت عام 2009 ضد استهداف منطقة البستان وقرارات الاحتلال بهدم أكثر من 80 عقارا وبيتا، باقية ومستمرة في وجه عنصريته.

وبين أن الاحتلال يعتبر سلوان الخاصرة الضعيفة في مدينة القدس، ويلاحقها كونها الأقرب للمسجد الأقصى، ويستهدف السكان والنشطاء فيها، ويحاول تثبيت رواية صهيونية مزعومة في تلك المنطقة.

ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967، هدم الاحتلال أكثر من 1900 منزل فيها، واتبع سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه المقدسيين؛ لإحكام السيطرة على المدينة وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها، وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية التي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.

ومن هذه الإجراءات هدم الاحتلال المنازل والمنشآت والمساجد بعد وضعه العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.

وفي الوقت الذي تهدم فيه سلطات الاحتلال المنازل الفلسطينية، تصدّق على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في المستوطنات المقامة على أراضي القدس.