قدم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرؤية الوطنية التي تتبناها حركته للخروج من المأزق الحالي للقضية الفلسطينية، والذهاب لمشروع وطني جامع للكل الفلسطيني، وهي رؤية متكاملة يمكن البناء عليها، وهو ما ظهر في مواقف الفصائل الفلسطينية التي اجتمعت في لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في بيروت ورام الله.
بغض النظر على دوافع المشاركة للطرفين وخاصة دوافع عباس للمشاركة ورفض الفيتو انعقاده، فإنه يمثل فرصة فعلية وحقيقية للتقدم في المشروع الوطني الذي يمر في مأزق حقيقي، خاصة بعد انطلاق التحالفات بين الاحتلال وبعض الدول العربية الذي انطلق بالتحالف الإماراتي الإسرائيلي، ومن المتوقع أن يلتحق به آخرون.
السلطة تتعرض لخطر فعلي بتجاوزها، وهو ما تحدث به كوشنير صهر ترامب ومستشاره الخاص بشكل واضح، وإشارة تهديد لعباس والسلطة بتجاوزها، وهذا يدلل على تحرك الولايات المتحدة لبديل عن عباس، في إشارة للقيادي الفتحاوي محمد دحلان الذي يقيم في دبي، وكانت قيادات فتحاوية بينها جبريل الرجوب ونبيل شعث من قيام الولايات المتحدة بدعمه لترؤس السلطة، وهو ما يفسر دعم دحلان للخطوة الإمارتية.
الرؤية التي قدمتها حماس واضحة بمواقفها، حيث ستعلق المسار الأول بترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الحقيقية وإعادة تطوير منظمة التحرير والتوافق على استراتيجية نضالية مشتركة، في حين المسار الثاني هو أن المقاومة الشاملة ركن أساسي في الاستراتيجية المقبلة ويجب أن تكون بكل أشكالها وألوانها وفي مقدمتها العسكرية، ويعمل المسار الثالث على ترتيب علاقاتنا مع محيطنا والعمل على بناء كتلة صلبة تتصدى لمحاولات الاختراق الإسرائيلية.
الرؤية التي قدمتها حماس يمكن العمل بها بشكل يمثل خروجا لكل الأطراف والفصائل الفلسطينية، وهو بحاجة فقط لقرار فعلي بتشكيل لجان وطنية للعمل به، وإنقاذ المشروع الوطني، والخروج من المأزق الحالي الذي تعمق مع الانقسام الداخلي، ومع المراهنات على مشاريع التسوية مع الاحتلال وبواسطة الولايات المتحدة التي أثبتت أنها تبيع الوهم للبعض، وتحرص على أمن الاحتلال ومصالح الولايات المتحدة، لصالح إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي ترامب مجددًا في البيت الأبيض لولاية ثانية، والإمارات وغيرها تلعب دور العراب لذلك عبر انطلاق مسار التسويات والتحالفات مع الاحتلال، وتغييب القضية الفلسطينية.