فلسطين أون لاين

تقرير داخل مستشفى "الأوروبي".. إجراءات مشددة في التعامل مع مصابي"كورونا"

...
مستشفى غزة الأوروبي - تصوير/ ياسر فتحي
خان يونس/ محمد أبو شحمة

لم يعد وصول المواطن إلى مستشفى غزة الأوروبي الذي خصصته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة لعزل المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أمراً سهلاً، فالحواجز الأمنية تحيط بالمكان، ولا يسمح لأحد بالدخول إلا لسيارات الإسعاف، والجهات المختصة.

وأصبحت المنطقة المحيطة بالمستشفى خالية تماماً من الحركة بعد أن كانت مكاناً مفعماً بالنشاط من السائقين، والمواطنين، والمزارعين.

وأبدى المواطنون تفهمهم وتعاونهم مع الجهات المختصة في عدم الوصول إلى طريق المستشفى، مع إغلاق جميع المحلات التجارية المحيطة به.

الطبيب إبراهيم معمر الموجود داخل مستشفى غزة الأوروبي يصف لـ"فلسطين" بعضا من مشاهد الحياة اليومية داخل المستشفى، التي تتم وسط إجراءات مشددة جداً من قبل الجهات المسؤولة عن المستشفى.

وتبدأ فترة عمل معمر عند الساعة الثانية عشرة ظهراً وتنتهي الساعة الثانية عشرة ليلاً، ثم يستريح لمدة 24 ساعة كاملة داخل المستشفى، ولا يسمح له بالمغادرة منعاً لمخالطة أي أشخاص من الخارج.

وخلال عمل الطبيب معمر يكون مرتديا ملابس الوقاية الكاملة ولا يستطيع إزالة أي منها خلال فترة عمله كإجراء وقائي لمنع وصول فيروس كورونا المستجد له من خلال المرضى الذين يقدم لهم الرعاية الصحية.

ويعمل معمر داخل قسم الأطفال في مستشفى الأوروبي، إذ يوجد عدد من المصابين بفيروس كورونا برفقة أمهاتهم المصابات أيضا، ويتم التعامل معهم وفق بروتوكول خاص معتمد من وزارة الصحة الفلسطينية.

ولا يسمح لأحد بدخول القسم الذي يعمل به معمر خلال فترة دوامهم إلا للأطباء والممرضين، وعمال النظافة المسموح لهم بالعمل داخل القسم، تحسباً لنقل العدوى إلى الطواقم الطبية.

وستمتد فترة عمل طبيب الأطفال إلى 14 يوماً متواصلة داخل مستشفى الأوروبي، وبعدها سيتم حجره في مكان خاص أعدته وزارة الصحة لمدة 17 يوماً، ثم أخذ عينة منه للتأكد من خلوه من فيروس كورونا.

وحول الأوضاع الصحية والنفسية للمصابين في فيرس كورونا، يقول الطبيب معمر: "في البداية كان الأمر صعبا عليهم، ولكن مع مرور الأيام بدأ المصابون التأقلم مع الوضع الموجود عندهم خاصة أن الكثير منهم حالته مستقرة ولا توجد أي خطورة عليه".

وإلى جانب معمر، يوضح المواطن محمد موسى الذي يقطن قرب مستشفى غزة الأوروبي، أن الحركة في محيط المستشفى أصبحت معدومة بشكل كبير، ولا يتحرك أحد من الحي إلا لقضاء حاجته الرئيسة.

ويقول موسى في حديثه لـ"فلسطين": "ما نسمعه بعد تحويل مستشفى الأوروبي لمكان لنقل مصابي فيروس كورونا فقط هو سيارات الإسعاف، والسرينة الخاصة به، وكذلك سيارات الشرطة".