فلسطين أون لاين

بوساطة قطرية

تقرير مختصان: المقاومة أدارت مفاوضات ذكية وألزمت الاحتلال بالاستجابة لها

...
السياج الفاصل شرق قطاع غزة ( أرشيف)
غزة/ جمال غيث

أدارت الفصائل الفلسطينية في غزة، مفاوضات ذكية مع الاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية، رغم الظروف الإقليمية الصعبة التي لا تخدمها، وصولًا لإجراءات جديدة لتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ 14 عامًا، ومواجهة جائحة كورونا، وفق مختصين.

ووصف المختصان ما حققته المقاومة من إجراءات جديدة لتخفيف الحصار ومواجهة كورونا في غزة، رغم أنف الاحتلال "بمثابة خطوة مهمة على طريق الإنهاء الكامل للحصار عن القطاع".

وكان كل من رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة السفير محمد العمادي، وحركة حماس، قد أعلنا مساء أول من أمس، التوصل إلى تفاهم لاحتواء التصعيد ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

أوراق القوة

الخبير في شؤون الأمن القومي إبراهيم حبيب، قال: إن المقاومة استطاعت استثمار أوراق الضغط والمتغيرات السياسية لدى الاحتلال للوصول إلى ما تريد، كتخفيف الحصار ومواجهة كورونا في القطاع، رغم أنف الاحتلال.

وأضاف حبيب لصحيفة "فلسطين" أن المقاومة رفعت سقف مطالبها المتمثلة برفع كامل للحصار عن القطاع، رغم علمها أن الظروف الإقليمية لن تساعدها على ذلك، فاستخدمت أوراق القوة لديها لإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالبها.

وبين أن أهم الأوراق التي استخدمتها المقاومة هي استمرار إطلاق البالونات الحارقة التي أرقت الاحتلال وقضت مضاجعه، وشكلت هاجسا لرئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، إلى جانب عدم رغبة الاحتلال في الدخول بمواجهة عسكرية مع بدء العام الدراسي الجديد لديه، والخشية من تفكك ائتلافه الحكومي وانهياره في أي لحظة.

وأكد الخبير في شؤون الأمن القومي أن الوسيط القطري لعب دورا كاملا عبر جولات مكوكية للوصول إلى اتفاق تهدئة وبتحقيق الحد الأدنى من المطالب.

وعن مدى التزام الاحتلال بتفاهمات التهدئة، قال حبيب إنه ما يلزمه بتنفيذ التفاهمات هو جهوزية المقاومة للقتال، ففي حال شعر بالتهديد سيلبي المطالب.

استراتيجية المواجهة

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس: إن تفاهمات التهدئة الجديدة خطوة مهمة على طريق الإنهاء الكامل للحصار.

ووصف البسوس في حديث لـ"فلسطين" تفاهمات التهدئة بالجيدة في ظل الظروف المحلية، وانتشار جائحة كورونا، وفي ظل غياب شبكة الأمان العربية، بالإضافة إلى أن الوضع الحالي المحلي والإقليمي ليس في صالح المقاومة الفلسطينية وهذا ما تعرفه (إسرائيل) وتستغله.

وأضاف أنه رغم كل المتغيرات تمكنت المقاومة بوساطة قطرية التوصل لتفاهمات تلبي الحد الأدنى من المطالب، مؤكدًا أن الأوضاع الإنسانية في غزة تحتم مزيدًا من تخفيف الحصار وتقديم المساعدات.

وبين أن التفاهمات تمت تحت ضغط البالونات الحارقة التي خيمت على أجواء المستوطنات المحاذية لقطاع غزة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن الاحتلال كان منزعجًا جدا منها، وقد مثلت هاجسا لآلاف المستوطنين في الجنوب.

وعن مدى إلزام الوسيط القطري الاحتلال بتنفيذ التفاهمات الموقعة، قال البسوس: لا أعتقد أن الوسيط القطري قادر على إلزامه، مؤكدا ضرورة استعادة الوحدة الوطنية بأي ثمن، وتوسيع العلاقات الدولية خاصة العربية والإسلامية، ووضع استراتيجية لمواجهة الاحتلال على المستوى الوطني.

وساد بداية أغسطس/ آب الماضي، قطاع غزة، حالة من التوتر الميداني والعسكري، بدأ بموجبه إطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع.

ويقول مطلقو البالونات الحارقة: إنهم يستخدمونها بهدف إجبار الاحتلال على تخفيف الحصار عن قطاع غزة المفروض منذ 14 عاما، والذي تسبب بتردي الأوضاع المعيشية للسكان.

وبدأ الاحتلال بشن غارات شبه يومية على مواقع المقاومة بغزة، وأصدر عددًا من القرارات التي تسببت بتشديد حصاره، كإغلاق البحر كاملا أمام الصيادين حتى إشعار آخر، ومنع إدخال كل أنواع السلع والبضائع ما عدا الغذائية والطبية، ومنع إدخال مواد البناء والوقود؛ ما تسبب بأزمة كهرباء حادة، حيث تزيد عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن 20 ساعة يوميا.