فلسطين أون لاين

"مطلوب اتباع بروتوكول لحماية الأطفال من الفيروس"

خاص "الصحة العالمية" بفلسطين: ازدياد إصابات "كورونا" متوقع تزامنًا مع فتح مدارس الضفة

...
صورة أرشيفية
رام الله- غزة/ أدهم الشريف

توقعت مدير برنامج الوبائيات في منظمة الصحة العالمية بفلسطين الدكتورة رندة أبو ربيع، ازديادا في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" , مع فتح المدارس التعليمية مطلع الأسبوع المقبل في محافظات الضفة الغربية المحتلة، بقرار من وزارتي التعليم والصحة في حكومة رام الله.

وأكدت د. أبو ربيع لـصحيفة "فلسطين" أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل سوءًا عن غزة، فالأعداد تتصاعد والأمور ما زالت تتفاعل، وبينما عادت مدينة الخليل المحتلة تتصدر المشهد في عدد الإصابات مرة جديدة، تُكتشف يوميًا إصابات جديدة في مدينتي بيت لحم ونابلس بالضفة المحتلة، لافتة الأنظار إلى أن إجراء تمرين يحاكي اكتشاف أعداد كبيرة من الإصابات بالفيروس، قد أعطى صورة ليست حقيقية، تفيد بأن أعداد الإصابات ستزداد بعد فتح المدارس.

وذكرت أن المعلمين والمشرفين مجبرون على بذل جهود مضاعفة، واستثنائية من أجل منع العدوى، فالأطفال مهما درستهم لا يدركون مخاطر الفيروس، واهتمامهم الأول اللهو واللعب.

وأضافت: على الأهالي أن يكونوا أكثر حيطة وحذرا حين يذهب أطفالهم إلى المدارس وكذلك عودتهم، خاصة للأسر الممتدة التي تضم أعدادا كبيرة من الأفراد، وأيضًا ممن تضم أصحاب أمراض مزمنة أو غيرها.

وتكاد لا تخلو منطقة في الضفة الغربية من إصابات "كورونا"، وهناك صعوبة في تحديد الأماكن التي يأتي منها الوباء، سواء كان من نفس المحافظة أو خارجها، بحسب أبو ربيع.

وتابعت: ما تزال الأعداد تتصاعد تزامنًا واقتراب موعد فتح المدارس هذا الشهر تدريجيًا حسبما أعلنت وزارتي التعليم والصحة، مؤكدة أن هذا الفتح التدريجي سيكون في البداية صعب. وتوقعت أن تعم الفوضى بعض البيوت في الضفة خاصة وإن كان الوالدان يعملان في وظائف خارج المنزل، ولديهم أكثر من طفل وكل منهم في مرحلة عمرية مختلفة.

وبينت أن موقف منظمة الصحة العالمية من فتح المدارس ثابت: علينا أن نعود للحياة اليومية وأن تعليم أبنائنا مقدس كما هي الصحة مقدسة، لذلك لا بد من دراسة الموقف واتخاذ إجراءات واضحة المعالم للتعامل مع هذه المرحلة التي سيتخللها فتح المدارس.

وتساءلت: هل نستطيع فتح المدارس لجميع الفئات العمرية والصفية؟ أم أن كارثة من نوع آخر ستحل علينا عندما تفتح المدارس؟، مشيرة إلى أن هذه القضية تحتاج إلى تدريبات مخصصة.

وتابعت: نحن كبقية الدول العربية؛ علينا أن نخوض هذه المعركة باتباع بروتوكول لمنع انتقال وتفشي العدوى داخل المدارس ولحماية أبنائنا الطلبة، وعلى الجميع الالتزام بهذا البروتكول، مشيرة إلى أن تدريبًا للمعلمين والمشرفين يقام حاليًا حول كيفية التعامل مع الطلبة وآليات التدريس الصفي بما يضمن اتخاذ الإجراءات الوقائية.

وحقيقة هي جهود جبارة من وزارة التربية والصحة

وبينت أن ما يتوفر لدى وزارتي التعليم والصحة من خطط لا زالت على الوقت، بينما سيكون الواقع الحقيقي بانتظار الجميع في ظل الاستراتيجية الجديدة، وعلى الجميع أن يتفاعل لإثبات نجاعتها كي يذهب أطفالنا إلى المدارس حتى لا ينشأ جيل أمي.

وأضافت: "الأمية والجهل مثلها مثل (كورونا)، ومن ينظر لـ(كورونا) أنها داء فتاك يجب أن ينظر إلى عدم تأسيس أطفالنا الصغار وعدم الذهاب للمدارس سينشئ جيلا آخر أميا جاهلت عنيدا غير مثقف وغير أمين على ثوابته ووطنه وأهله".

وأكملت مدير برنامج الوبائيات في منظمة الصحة العالمية بفلسطين: "ننتظر يوم الأحد المقبل (موعد بدء المدارس في الضفة الغربية) وسنرى كيف ستكون التجربة".

وفي سياقٍ متصل، أكدت د. أبو ربيع أن المواطنين ورغم ما أصدر من تعليمات وإجراءات من المؤسسات الصحية، بضرورة ارتداء الكمامة والقفازات والتباعد الاجتماعي وعدم الذهاب للأعراس والتجمعات، إلا أن هناك نسبة ليست بسيطة لا تلتزم بها.

وأضافت: "المسؤولية كلها لا يمكن أن تكون على عاتق وزارة الصحة وحدها، فكلنا في سفينة من يخرقها سيغرق الجميع.

وتابعت: على الجميع الالتزام بالإجراءات ونتابع عن قرب كل يوم عدد الإصابات وتوزيعها، وكيف ستكون الخارطة الوبائية المتغيرة والتي أصبحت متشعبة ليس في فلسطين أو الوطن العربي فحسب، بل في العالم كله.

وشددت على أن "طبيعة الأوضاع التي نمر بها، يجب أن تجعلنا أكثر التزامًا وعلينا أن نتخذ الإجراءات اللازمة كي ننجو".

وأردفت: "ما زلنا لا نعرف الكثير عن الفيروس، وطيلة الأشهر الماضية لم يكتشف مصل مضاد أو لقاح متداول حتى اللحظة"، مشيرة إلى أننا سنجبر على التعايش مع كورونا حتى يظهر اللقاح المضاد لهذا الكائن الخفي.

وهذا يتطلب من الجميع، بحسب د. أبو ربيع، اتخاذ جميع الإجراءات التي من شأنها أن تحمينا، والتعرف على طبيعة فتح المرافق في ظل الظروف الحالية من مقاه أو مطاعم أو غيرها، وهذا يتطلب تعاونا كبيرا من المواطن، ورغم ذلك لن نعود لحياتنا الطبيعية لكن تعاون المواطن سيعيد الحياة إلى أقرب ما تكون للطبيعية.

وأشارت إلى أن المواطن يعي طبيعية الإجراءات الوقائية، لكن هناك فرق بين المعرفة بالإجراءات وتطبيقها حتى من بعض الناس المثقفين الذين يجب أن يكونوا أداة دائمة لتطوير وعي المجتمع.

وبشأن غزة، شبهت د. أبو ربيع القطاع الساحلي بـ"القنبلة الموقوتة"، مشددة على أن الإجراءات الصارمة المتخذة من الجهات الرسمية في مكانها، ونأمل أن تنجح في الحد من انتشار الفيروس، بما يمكن الفرق الطبية المختصة من محاصرة هذا الفيروس.

وأكملت مدير برنامج الوبائيات في منظمة الصحة العالمية بفلسطين: نقف على قدم وساق ونعمل بالتعاون مع وزارة الصحة بغزة لدعم المنظومة الصحية من خلال المنظمة أو شركائها في مؤسسات الأمم المتحدة أو المؤسسات الدولية أو المجتمع المدني والجمعيات.

ونبهت إلى أن المنظمة أدخلت عشرة أجهزة تنفس اصطناعي إلى غزة في الأيام الماضية.