وأخيرًا ثمة عودة جديدة للتهدئة، غزة تستعيد التهدئة وتحقّق بعض مطالبها رغم أنف الاحتلال. البالونات الحارقة أفقدت النقب الغربي وقرى غلاف غزة الشعور بالأمن، كما أقر بذلك اللواء العسكري بخبوط في مقاله في معاريف. البالونات الحارقة أتت على ٥٥٠٠ دونم من المزروعات حول غلاف غزة. والأهم من الخسائر المادية الخسائر النفسية والمعنوية، التي جعلت سكان الغلاف كرباجًا يُجلد به ظهر نتنياهو مع كل متحدث إعلامي.
هل نقول: نجحت حماس في إدارة أزمة المواجهة الأخيرة، ومن ثم حصلت على ما تريد من هذه الجولة؟ الجواب الصادق يقول: نعم، نجحت حماس، ومعها فصائل المقاومة في العودة إلى التهدئة، وتحقيق مطالب غزة، تحت ظل سقف زمني لا يتجاوز الشهر.
العودة إلى التهدئة تعني: عودة المنحة القطرية ومضاعفتها، والعودة إلى جدول كهرباء ثمانية في ثمانية، والعودة للصيد بمسافة (١٥) ميلًا بحريًّا، وإدخال أجهزة حديثة لمكافحة فيروس كورونا. في مقابل أن تتوقف غزة عن إرسال البالونات الحارقة والمفخخة. غزة عانت بعض الشدائد في فترة التصعيد في هذه الجولة، في مجال الكهرباء، والصيد، وتوقف المساعدات القطرية، وتشديد الحصار، ولكن كانت هذه الشدائد هي مفتاح التهدئة التي توصلت إليها غزة مع الاحتلال بوساطة قطرية منفردة.
السفير العمادي وفي خلال أسبوع من تواجده في غزة نجح في إقرار الطرفين بالعودة إلى التهدئة مع وعود إسرائيلية بالالتزام، مع المساعدة في مواجهة كورونا. لماذا نجح العمادي؟ الجواب لأنه لم يكن عند الطرفين خيار غير إنجاح مهمة العمادي، حتى يخرجا من شبح الحرب الرابعة الذي خيم عليهما وعلى المنطقة، والذي عبّرت فيه فصائل المقاومة عن جاهزيتها القتالية لمواجهة حرب رابعة إن فُرصت عليها.
خطر الحرب الرابعة دفعت الطرفين لتسهيل مهمة السفير العمادي، ومن ثمة تحقيق النجاح. هذا ويبقى النجاح تحت الاختبار، وهل تلتزم به دولة الاحتلال بدقة، أم تنتقص من تطبيقاته لتحرج المقاومة؟! المقاومة في غزة تعرف طبيعة العدو الجيدة، لذا هي تقرر، وتتوكل، وتراقب، ورجال البالونات تحت (الندهة) كما يقولون.