فلسطين أون لاين

​الطفل مازن شبير ..أصغر رواد التصميم "ثلاثي الأبعاد"

...
الطفل مازن شبير (تصوير ربيع أبو نقيرة)
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

للوهلة الأولى يعتقد الناظر لحال الطفل محمد مازن شبير (10 أعوام) داخل غرفته المحببة إلى قلبه، أنه يقضي وقت فراغه في اللهو واللعب أمام شاشة الحاسوب.

لكن الأمر مختلف تمامًا بالنسبة لمحمد الذي يقضي عديد الساعات بشكل يومي، يصول ويجول في عالم التصميم ثلاثي الأبعاد الذي عشقه منذ صغره.

إتقانه لمهارات التصميم الثري دي، في وقت قياسي، وضعته في دائرة اهتمام خاله إياد القدرة الخريج من كلية تكنولوجيا المعلومات، ليكون معلمه.

ويمارس الطفل شبير موهبته على برنامج (Autodesk Maya) المختص في صناعة النماذج والتقديمات والإنشاءات ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة والألعاب الثري دي.

شبير أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه يشعر بالمتعة أثناء عمله في التصميم، الأمر الذي زاد اهتمامه به، سيما أنه يحول أفكاره الخيالية إلى واقع، سواء في مجال الديكورات أو الخرائط أو الألعاب أو الأفلام القصيرة.

وأعرب عن سعادته لخروج أحد التصاميم من صنعه إلى التطبيق العملي، وهي عبارة عن ديكور لصالون حلاقة في المنطقة التي يسكنها، مشيرًا إلى أنه صمم خرائط لمبانٍ ومطابخ وأبواب وشبابيك، وديكورات مختلفة.

وأنتج شبير الذي يسكن وسط محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، تصاميم مميزة بالنسبة له، كتصميم ثلاثي الأبعاد لنافورة مياه، وشارك في تصميم فيلم ثلاثي الأبعاد حول النكبة عام 1948 مع حاله.

أما التصميم الأبرز والذي فخر به، هو تصميم تضامني مع أسطول الحرية، قائلا: "لدي أفكار كثيرة بحاجة إلى ترجمة من خلال تصميم الثري دي".

وحول أحلامه أوضح أنه يريد أن يصبح عَلَمًا في عالم التصميم الثري دي؛ لكنه تمنى توفير حاضنة علمية لموهبته ومؤسسات داعمة توفر الإمكانات المناسبة له.

وأشار إلى أن بداية تعلمه للتصميم ثلاثي الأبعاد على برامج مختلفة، أصيب بمرض اللوكيميا، وخضع للعلاج المستمر على مدار ستة أشهر؛ لكن ذلك لم يثنِه عن إصراره في مواصلة التعلم.

بدوره، قال خاله إياد صبحي القدرة (30 عامًا): "خلال دراستي الجامعية لفت نظري أطفال مصممون حول العالم، فتساءلت في نفسي لماذا لا يكون لأطفال فلسطين نصيب من الإبداع في عالم التصميم وهم أهل الإبداع؟".

وأوضح أنه قرر بمهارته في التدريس، تعليم ابن اخته محمد مهارات التصميم، قائلا: "مرض محمد وقف عائقا في البداية أمام تعليمه، لكن المفاجأة كانت باستيعابه السريع وقدرته على التعلم بطريقة فائقة رغم مرضه".

ولفت القدرة إلى أنه والطفل محمد يعكفان على تصميم لعبة تضامنية مع انتفاضة القدس بعنوان "اطعن وادعس"، بمقاييس عالمية.

وتبقى إبداعات الطفل محمد بحاجة إلى حاضنة علمية تستثمر في تطوير وبناء قدراته حتى يتمكن من الوصول إلى حلمه الذي بدأ في تحقيقه كأيقونة في عالم التصميم ثلاثي الأبعاد.