بينما تشتغل غزة بمواجهة وباء كورونا، الذي ضرب غزة بأعداد كبيرة نهاية هذا الشهر، يواصل الاحتلال مهاجمة غزة، وقصف أراضيها، إضافة إلى تشديد الحصار، ووقف إدخال الوقود. نعم لأول مرة يقوم قائد الجيش بتفعيل هذا القرار. من المؤكد أنه قرار صعب، وغزة لا تحتمل مثل هذا القرار، وعليه فإن استمراره يعني أن الحرب الموسعة قادمة، وعلى الأبواب، وعليه يجدر بكل الأطراف التي ترفض الحرب على غزة أن تبادر لنزع فتيل الانفجار، والضغط على حكومة الاحتلال لتخفيف حصارها عن غزة.
غزة تبحث في إجراءات حماية المواطنين من جائحة كورونا، حيث تصل الإصابات اليومية إلى المئات، وهي في تزايد، وجهود اللجنة الحكومية والوزارات تنصب الآن على محاولة استعادة السيطرة على منابع الوباء، ومن ثمة اضطرت الجهات المسئولة لفصل المناطق بعضها عن بعض، ومنع التجول، وتقليل الاحتكاك في التجمعات ما أمكن. وهذه الإجراءات تبدو صغيرة ومحدودة بالنسبة لوعي المواطن بخطورة الحالة، وضرورة التعاون مع الصحة الحكومية والالتزام بتعليمات الجهات المسئولة.
المواطن هو الأساس في مواجهة الأخطار: خطر الحصار ، وأخطار القصف، وخطر تفشي جائحة كورونا، والإجراءات الحكومية هنا هي إجراءات إرشادية، وإذا أبدى المواطن وعيا وتعاونا، فإن غزة ولا شك ستخرج من الوباء بأقل الخسائر، وستواجه معركة الحصار والقصف بجدارة، ومن أهم ما يجدر بالمواطن التنبه إليه هو القفز عن الشائعات، التي يبثها ولا شك طابور خامس، وجماعة المستهترين من المواطنين الذين يعيشون الفراغ، ويتسلون بإرسال الألم للناس.
يجدر بالمواطنين أن يثقوا بالله، وأن يحسنوا التوكل عليه، فهو وحده ناصرهم، وكاشف الغمة عنهم. وغزة لا تعول على بشر، ولا على دولة، لاسيما بعد أن تخلت الدول العربية عن مسئولياتها تجاه القضية، وباتت ترى في (إسرائيل) المحتلة جارة، ودولة طبيعية يمكن الاتجار معها.
غزة وهي بإذن الله ستبقى أكبر من الحصار، ولن تقبل بما يفرضه الاحتلال عليها من معادلات، مستغلا انشغالها بأزمة كورونا. أزمة كورونا تزيدنا إصرارا على مقاومة الحصار حتى كسره، وهذا يتأتى بوعي المواطنين وتعاونهم مع المسئولين الحكوميين.