قائمة الموقع

"الحجر المنزلي" فرصة للتوافق الأسري

2020-08-27T15:51:00+03:00

مع الوضع القائم في غزة الذي فرض الالتزام في البيوت خطوة احترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، بعد تسجيل حالات خارج مراكز الحجر، يعمل الأهالي على تقديم نموذجًا للعلاقات المطمئنة والمُحبة التي تجعل أفراد العائلة يشعرون بالأمان، فكيف يمكن أن نحقق الانسجام الأسري في الحجر المنزلي؟

استشاري الصحة النفسية د. إبراهيم التوم يشير إلى أن أزمة فيروس كورونا شكلت صدمة عالمية لجميع المجتمعات، لا سيما الفلسطيني، حيث تركت ظلالها على جميع أفراد المجتمع في كل مناحي الحياة، إذ طرأ تغير في أنماطها اليومية واختل التوازن النفسي والمجتمعي، ما أدى إلى ظهور سلوكيات مختلفة نتيجة الصدمة غير الطبيعية، وهي كورونا في العالم.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "لذلك لا بد أن تكون العائلة على وعي في تلك الظروف الصعبة، وتعمل على تحقيق الانسجام بالاهتمام بالرعاية الصحية من مظاهر التطهير والتعقيم، واستثمار أوقات فراغ الأبناء في مواصلة التعليم والتعلم ومراجعة نقاط الضعف وتقويتها".

ويضيف التوم: "ويمكن استثمار هذه المرحلة بمتابعة الأبناء وتعديل السلوكيات غير المرغوب فيها، وتعزيز السلوكيات الإيجابية، ومشاركتهم في اللعب والترفيه داخل المنزل لتوفير بيئة أسرية دافئة، وفتح باب المناقشة والحوارات وتعزيز ثقافة الرأي والرأي الآخر".

ويؤكد ضرورة تجنب العنف، واستخدام أساليب تربوية هادفة، وزيادة القدرة على الصبر والتحمل، ومحاولة التغلب على الانفعالات السلبية والضغط اليومي بالرسم واللعب والحوار والاسترخاء والأذكار وقراءة القرآن والصلاة والاستغفار.

ويلفت التوم إلى أنه يمكن متابعة برامج وأنشطة منوعة على التلفاز والإنترنت دون التركيز على أزمة كورونا، وممارسة أنشطة رياضية ومسابقات منوعة قدر الإمكان، وإعادة أنشطة الحياة اليومية والتكيف والتأقلم مع المتغيرات الجديدة، ورسم البسمة وتوفير بيئة أسرية ملؤها الحب والحنان والترابط والمشاركة والتعاضد والألفة.

ولبيئة منسجمة يبين أنه لا بد من نشر الوعي النفسي والصحي لتعزيز الصحتين النفسية والجسدية لأنهما وجهان لعملة واحدة، وتعزيز التواصل الأسري والعائلي بالتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ويشير إلى أهمية زيادة الألفة والمحبة والترابط واستثمارها في زيادة الوعي الأسري وزيادة الانسجام، وتشجيع أفراد الأسرة على ممارسة الهوايات واكتشاف المواهب وتشجيعها، ومشاركتهم في الأعمال المنزلية بشكل تعاوني لتشجيع وتنمية روح المسؤولية في المستقبل لدى الأبناء، وفق قول التوم.

وينبه إلى إمكانية إعادة ترتيب أثاث المنزل لتغيير الروتين لإضافة لمسات جمالية، وتشجيع أفراد الأسرة على وضع وإضافة تصورات لزيادة جرعات التفاؤل والإبداع والابتكار بترتيب وتنظيم المنزل، وتخصيص زاوية منزلية لعقد جلسات علمية وأدبية وثقافية وترفيهية ودينية، وتشجيع كل الأفراد على تحضير موضوعات لتناولها ومناقشتها وتبادل الخبرات والمعلومات لزيادة الوعي وتنمية المهارات واكتساب سلوكيات إيجابية لتعزيز روح التواصل العلمي الأسري.

ويتابع التوم حديثه: "يمكن استثمار مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في المسابقات والتفاعل والتواصل مع مواقع علمية منوعة لتحقيق الفائدة، وزيادة الترابط العائلي والمجتمعي بإطلاق مبادرة للاطمئنان على الجميع وبث رسائل محبة وألفة وتقوية العلاقات وصلة الأرحام، ولا ننسى الجانب التغذوي لما له من دور في الاجتماع الأسري، ومساهمته في زيادة التواصل، والتشجيع على المشاركة في إعداد وجبات ذات قيمة وتنوعها بأخذ آراء الجميع".

من جهته الاختصاصي الاجتماعي د. إياد الشوربجي يرى أنه حتى يتحقق الانسجام بين أفراد العائلة من المهم تفاهم الزوجين وأبنائهما أن ما يمرون به ظرف استثنائي ومن أصعب التحديات التي تواجه الأسرة لفرض إقامة طويلة داخل المنزل، والتوقف فجأة عن كل النشاطات التي تمارس طبيعيًّا على الصعيد الذاتي والدراسة والعلاقات الاجتماعية، والأطفال وما لحقهم من تقييد لمساحات الحرية واللعب.

ويوضح لصحيفة "فلسطين" أن جلوس أفراد العائلة مدة طويلة أمر غير معهود، وعليه ينبغي أن يتوافق الزوجان على جدول يومي لشغل وقت الفراغ بما هو نافع، ولا يكون ذلك إلا بانسجام الزوجين، وبذلك يصبح الحجر المنزلي فرصة للتوافق الأسري، ولخلق أجواء إيجابية وممتعة ومفيدة.

ويشير الشوربجي إلى أنه يمكن وضع جدول يتقاسم فيه الحياة والأعمال جميع الأفراد، وإشراك الأطفال في الحوار والنقاش، وتخصيص وقت للقراءة والمطالعة، لافتًا إلى أنها فرصة لتكليف الأطفال بموعظة قصيرة لتعليمهم مهارات الإلقاء وتحمل المسئولية وتقوية الشخصية.

ويذكر أنه يمكن القيام ببعض الأنشطة لكسر الروتين اليومي كتزيين البيت بالوسائل المتاحة، وترك مساحة أكبر للأطفال للعب والترفيه والتسلية، وترتيب خزانات الملابس، لافتًا إلى أنه على الوالدين التقليل من متابعة الأخبار لعدم خلق جو من التوتر لدى أبنائهما، وتخصيص أوقات لذلك.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة