فلسطين أون لاين

مطالب بتدخل عاجل قبل استفحال الأزمات

تقرير "كورونا" تلقي بعباءتها القاتمة على اقتصاد غزة

...
شلل عام في جميع النواحي الحياتية لقطاع غزة بعد تسجيل حالات كورونا خارج الحجر
غزة - رامي رمانة

تحدٍّ كبير يتعرض له اقتصاد غزة اليوم، فجائحة كورونا ألقت  بثقلها على نشاط المنشآت الصناعية والتجارية والأيدي العاملة، وأضحى التخوف من حدوث توقف كامل لعجلة الاقتصاد سيد الموقف، وسط دعوات من ممثلين عن القطاع الخاص لجميع المستويات الرسمية والأهلية والدولية للتحرك قبل فوات الأوان.

ويشهد قطاع غزة فرض حالة طوارئ مشددة، في أعقاب الكشف عن اصابات بكورونا خارج  مراكز الحجر، في وقت تعصف بالقطاع المحاصر أزمات اقتصادية خانقة، وعقوبات تفرضها السلطة.

يقول محمد العصار، أمين سر اتحاد الصناعات الإنشائية في قطاع غزة ، إن واقع الصناعات الإنشائية يزداد سواء، في حين يرتفع حجم الخسائر التي يتعرض لها اصحاب المصانع والشركات.

وبين العصار لصحيفة "فلسطين" أنه خلال اليومين الماضيين لحق بأصحاب المعامل والمصانع الإنشائية خسائر مباشرة وغير مباشرة بسبب حالة الطوارئ، وأن ذلك تبعه تفاقم للازمة بسبب وقف محطة التوليد عن العمل لمنع الاحتلال توريده للقطاع.

وبين العصار أنهم استجابوا لقرارات الحكومة بغزة في اطار سيطرتها على الوباء، غير أن ذلك له تبعات سلبية على نشاطهم حيث أوقف العديد منعم العمل، وأجل اخرون تنفيذ مشاريعهم، واضطروا الى دفع أجور العمال دون العمل.

من جانبه قال رئيس اتحاد الصناعات الخشبية وضاح بسيسو إن فرض منع التجوال في قطاع غزة رغم ضرورته الماسة يؤثر سلباً على الصناعة الوطنية والاقتصاد  ويعمل على تدمير ما تبقى من قدراته.

ودعا بسيسو في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى التدخل السريع لدعم القطاع الاقتصادي ورفده بالأموال لإعادة تشغيله وتوفير كل ما يلزم بتمكين الصناعة الوطنية من الدخول إلى أسواق دولية وتلبية كافة احتياجات السوق المحلية ودعم القدرة الشرائية للمواطن.

وشدد على أهمية  التدخل العاجل لمنظمة الصحة الدولية ومنظمات حقوق الانسان وتنفيذ الحماية التي اقرتها المواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بالمناطق الخاضعة للاحتلال.

وخلال اليومين الماضيين، طالبت مراكز حقوقية ومؤسسات مجتمع مدني المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والفعّال، والضغط على الاحتلال لرفع الحصار فورا وتزويد القطاع بحاجاته من الوقود وتيار الكهرباء ودعم القطاع الصحي بكل احتياجاته.

 

من جهته ذكر الاختصاصي الاقتصادي د. معين رجب أن المجتمع الغزي، فوجئ بالتطورات المتلاحقة في جائحة  كورونا.

وقال رجب لصحيفة "فلسطين" لم يكن المواطن مستعداً لحالات منع التجوال الذي لم يفرض منذ عشرات السنين، هنا نقدر دور الجهات المختصة في اتخاذ اجراءات احترازية  لكن يجب أن يكون هناك دراسة واقعية في كيفية تسير الحياة اليومية للمواطن في حصوله على احتياجاته التي توفرها  القطاعات الانتاجية .

وأضاف رجب أن قطاع غزة بلاشك مقدم على أيام عصيبة كما حدث في الضفة الغربية والدول المجاورة، وهنا يجب أخذ كافة السبل الاحترازية لتفادي المرض وفي الوقت نفسه التعايش معه.

ولفت إلى شريحة واسعة من العمال ذوي الدخل اليومي، الذين اضطروا إلى وقف أنشطتهم وأنهم بحاجة إلى مساعدة من الجهات الرسمية والقطاع الخاص لتوفير احتياجات أسرهم خاصة ان طالت الطوارئ.

ودعا رجب الحكومة ومؤسسات المجتمع الدولي والمانحين  إلى تقديم مساعدات مالية وعينية  للمنشآت المتضررة لإسنادها وتحفيزيها على الاستمرار، و اعادة تنشيط القطاعات الاقتصادية والحد من الخسائر اليومية .

وأشار رجب إلى أنه ينبغي دراسة الخطوات في التعاطي مع الجائحة بدقة لأن التشديد يتولد عنه تراجع النشاط الاقتصادي و تكبد مؤسسات القطاع الخاص خسائر مالية فادحة، حيث إن  الكثير من المشاريع في مجال البناء والتشييد توقفت وهي أكثر القطاعات تشغيلاً للأيدي العاملة، كما أنها ضربت السياحة، وقطاع النقل والمواصلات.