قال المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، إنه يتابع بقلق شديد الأوضاع الصحية في قطاع غزة، ويحذر بجدية من تدهور كارثي قد يصيب القطاع حال تفشّي فيروس كورونا المستجد Covid-19 فيه، خاصة بعد اكتشاف إصابة 4 حالات جديدة بفيروس كورونا داخل قطاع غزة من غير المحجورين.
وأبدى المركز في بيان لها، خشيته من انهيار القطاع الصحي الهش والمتهالك أصلاً، نتيجة سياسة الحصار التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ 14 عاماً، مؤكدا أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، وأزمة الكهرباء الناجمة عن توقف تشغيل محطة توليد الكهرباء بعد حظر سلطات الاحتلال توريد الوقود اللازم لتشغيلها، سيؤدي إلى توقف تقديم الخدمات الطبية لنحو 2 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعاً معيشية متردية في قطاع غزة، الذي يصنف على أنه المنطقة الأكثر اكتظاظاً في العالم.
وأعلن مركز الإعلام والمعلومات الحكومي في قطاع غزة، في مؤتمر صحفي مساء أمس الاثنين تسجيل 4 إصابات بفيروس (كورونا) من غير المحجورين، وهم من عائلة واحدة تسكن في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى.
ووفقاً لمصادر وزارة الصحة فقد بلغ عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا في قطاع غزة منذ 15/3/2020، 114 حالة، شفيت منها 72 حالة، فيما لا زالت 41 حالة نشطة وتحت العناية السريرية في مستشفى العزل، وتوفيت حالة واحدة.
ويبلغ عدد المحجورين في مراكز الحجر الصحي 2210 حالات لم تظهر عليها أعراض المرض، موزعين على 16 مركز حجر صحي، في جميع المحافظات.
وتعاني المرافق الصحية في قطاع غزة، أصلاً، من تدهور خطير ناجم عن سياسة الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع منذ 14 عاماً، وناتج أيضاً عن تداعيات الانقسام الفلسطيني.
ورصد باحثو المركز تأثير انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن المرافق الصحية، حيث أفاد أ. عميد مشتهى، مدير دائرة المختبرات في وزارة الصحة، أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلباً على أداء المختبرات وبنوك الدم، ويؤدي إلى عدم انجاز الفحوصات المخبرية المطلوبة.
وأشار إلى أن أجهزة المختبرات تحتاج إلى تيار كهربائي مستمر، وخاصة العينات التي تحتاج إلى تخزين كمواد فحص "فيروس كورونا"، والتي تخزن في درجة حرارة (20) درجة مئوية تحت الصفر، مما يعرضها للتلف.
ولفت إلى أن الانقطاع المتكرر للكهرباء واستخدام المولدات الكهربائية كطاقة بديلة يؤثر على دقة النتائج، ويقصر عمر الأجهزة ويتلف القطع الالكترونية، منوهاً إلى التأثير السلبي على مشتقات الدم (البلازما) و(المرسب البارد) الذي يحفظ في درجة حرارة (80) تحت الصفر في بنوك الدم، إضافة إلى عدم إمكانية فصل الدم إلى مكوناته الأساسية عند انقطاع التيار الكهربائي، وعدم القدرة على إجراء فحوصات (توافق الدم) ما بين المريض ووحدة الدم.
وحذر د. نبيل البرقوني، رئيس شبكة الحضانات في قطاع غزة، من تداعيات انقطاع التيار الكهربائي على (120) مولود موجودين في حضانات الأطفال في مستشفيات القطاع، منوهاً إلى أن الحضانات السبعة في مستشفيات القطاع تعمل جميعها بالطاقة الكهربائية.
وأكد البرقوني أن انقطاع التيار الكهربائي المتكرر واستخدام الطاقة البديلة يتسبب في تلف الأجهزة مثل الحضانات وأجهزة الإنعاش وأجهزة التنفس الصناعي للمواليد، مما يؤثر على حياة الأطفال حديثي الولادة، ويتسبب في حدوث مضاعفات لهم، وأحياناً يؤدي إلى الوفاة.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي ضوء الخشية من انهيار الأوضاع الصحية في قطاع غزة، وعدم قدرة الجهاز الصحي في القطاع على التعامل مع المرضى في حال انتشار فيروس كورونا، فإنه يؤكد على أن المسؤولية الأولى في توفير الإمدادات الطبية لسكان قطاع غزة تقع على (إسرائيل)، وعليها اتخاذ جميع التدابير الوقائية الضرورية المتاحة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، وذلك وفقاً للمادتين 55 و56 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية إلى الضغط على الاحتلال من أجل إجبارها على الالتزام بواجباتها، والسماح بإدخال كافة الاحتياجات الطبية إلى قطاع غزة، وخاصة الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة للفحص الطبي لفيروس كورنا.
كما ودعا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال من أجل السماح بتوريد الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء.
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تقديم العون والمساعدة للجهاز الصحي في قطاع غزة، والعمل على توفير المستلزمات الطبية التي تحتاجها المستشفيات، للمساعدة في مواجهة انتشار فيروس كورونا.
وطالب الحكومة بغزة باتخاذ الإجراءات التي تكفل الحفاظ على سلامة وصحة المجتمع، ويدعو المواطنين إلى تفهم الإجراءات الوقائية التي تفرضها السلطات، ويتطلبها الظرف الراهن تجنباً لانتشار الأمراض والأوبئة، والالتزام بها.