غزة/ جمال غيث:
تنقل الأسير المحرر هيثم حلس، وأفراد عائلته بين أهالي أسرى قطاع غزة، خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، اليوم، وهم يحملون أطباق الحلويات ابتهاجًا بتحرره من سجون الاحتلال.
وامتزج الفرح والحزن، على وجوه أهالي الأسرى، خلال استقبالهم حلس، بعد اعتقال دام 12 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحزنًا على أبنائهم المعتقلين، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، ومنعهم من الزيارة بسبب جائحة كورونا.
وأفرج الاحتلال، نهاية الشهر الماضي، عن حلس، من سجن "عسقلان"، ونُقل إلى أحد مراكز الحجر الصحي ضمن بروتوكول وزارة الصحة للتعامل مع القادمين لغزة للوقاية من كورونا، حيث أمضى ثلاثة أسابيع في الحجر.
واعتقل جيش الاحتلال حلس في 2آب/ أغسطس 2008 من حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
أول زيارة
ويقول حلس لصحيفة "فلسطين": إن زيارته لمقر اعتصام الأسرى هي الأولى بعد تحرره من سجون الاحتلال، لمساندة أهالي الأسرى وطمأنتهم على أبنائهم المعتقلين ولنقل رسائلهم لذويهم، ولمطالبة كل المؤسسات المعنية وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتحرك لإنقاذ حياة أسرانا والعمل لإطلاق سراحهم.
ويؤكد أن الاحتلال يمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، التي زادت في ظل كورونا، مشيرًا إلى أن الأسرى يعملون بشكل مستمر للوقاية من الفيروس ومنع انتقال إليهم وفق ما يتوفر بين أيديهم من إمكانيات.
وحث المؤسسات المعنية للوقوف إلى جانب الأسرى ودعم صمودهم، وتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام لمواجهة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية والتي كان آخرها التطبيع الإماراتي مع سلطات الاحتلال.
وثمن دور وزارتي الصحة والداخلية، وكل الجهات القائمة على مراكز الحجر الصحي، لعملهم المستمر لمنع دخول وتفشي فيروس كورونا في قطاع غزة.
ووقفت سهام حلس إلى جوار نجلها "هيثم" قائلةً: إن فرحتي باستقبال ابني منقوصة ولن تكتمل إلا بتحرير جميع الأسرى من خلف القضبان.
وتوشحت حلس، بالثوب الفلسطيني المطرز، خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، داعية كل المنظمات الحقوقية والانسانية لتنظيم زيارات للسجون والاطلاع على أوضاع المعتقلين خاصة المرضى منهم والعمل على إطلاق سراحهم وتوفير كل احتياجاتهم للوقاية من فيروس كورونا.
جائحة كورونا
وهنأت والدة الاسير رائد الحاج أحمد، المحرر حلس ووالدته، بتحرره من السجون، داعية الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسرى والضغط على سلطات الاحتلال وإدارة السجون لحمايتهم من الإصابة بفيروس "كورونا"، والعمل على إطلاق سراحهم قبل فوات الأوان.
وتشتكى الحاج أحمد عبر صحيفة "فلسطين"، من إجراءات الاحتلال الممارسة بحق الأسرى، ومنعهم من الزيارة أو الالتقاء بأبنائهم بسبب كورونا.
وناشدت كل المؤسسات المعنية وعلى رأسها الصليب الأحمر للوقوف إلى جانب الأسرى وتوفير كل احتياجاتهم لحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا في ظل سياسة الإهمال الطبي الممارس بحق الأسرى.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير الحاج أحمد، قرب حاجز بيت حانون (إيرز) شمال غزة، في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2004، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عامًا.
جرائم إسرائيلية
وإلى جوار الحاج أحمد تجلس أسماء حلس، والدة الأسير شادي حلس، مؤكدة أن الأسرى خلف السجون يعانون بشكل مستمر من الجرائم الممارسة بحقهم من قبل السجانين.
وتعرب حلس، عبر صحيفة "فلسطين" عن خشيتها من انتقال فيروس كورونا إلى السجون وإصابة الأسرى في ظل تدهور أوضاعهم الصحية ومواصلة سياسة الاهمال الطبي بحقهم، مطالبة الكل الفلسطيني للالتفاف حول قضايا الأسرى والعمل لإطلاق سراحهم.
والأسير شادي حلس، من مدينة غزة المحكوم بالسجن 23 عامًا، ومعتقل منذ عام 2003، وأمضى 17 عامًا في السجون.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو خمسة آلاف أسير، بينهم (200) طفل و(700) يعانون أمراضًا مختلفة، بينهم 17 أسيرًا مصابًا بالسرطان، و(450) معتقلًا إداريًا وفق إحصائيات رسمية.