فلسطين أون لاين

بسبب انقطاع التيار الكهربائي

تقرير انقطاع المياه وتخزين الطعام.. معضلتان شاقتان أمام ربات البيوت في غزة

...
ربة منزل تطهو الطعام على النار في غزة (أرشيف)
غزة/ صفاء عاشور

امتد تأثير أزمة الكهرباء التي يمر بها قطاع غزة منذ ما يقرب من أسبوع إلى جميع مناحي حياة المواطنين، خاصة على صعيد الحياة المنزلية والالتزامات اليومية التي تفرض على ربة المنزل القيام بالعديد منها معتمدة على الكهرباء.

وهناك مشكلات عديدة تواجه ربات البيوت بسبب انقطاع التيار الكهربائي أبرزها وصول المياه إلى منازل المواطنين ورفعها إلى الطوابق العليا، خاصة في ظل طول انقطاع ساعات التيار الكهربائي لما يزيد على 20 ساعة في بعض الأحيان وفي بعض المناطق.

وقالت ربة المنزل سهيلة عرفات إنها قد تتحمل انقطاع أي شيء عنها في المنزل باستثناء المياه، فبمجرد حدوث ذلك تتوقف عن أداء معظم الأعمال المنزلية التي تقوم بها يومياً.

وأضافت لصحيفة "فلسطين": "غسل الملابس، وتنظيف المنزل، والاستحمام اليومي، وإعداد الطعام وغيرها من الأمور الأساسية التي يحتاج إليها كل فرد في منزله أصبحنا محرومين منها، بسبب انقطاع المياه".

وتابعت عرفات: "أصبحت حياتنا مقتصرة على ساعات أربع وربما أقل من ذلك تصل فيها الكهرباء إلى منزلنا لنقوم بإنجاز كل ما يتعلق بالأعمال المنزلية ولكن يبقى الأمر مرتبطاً بوصول المياه من البلدية وهو أمر لا يحصل دائماً".

وأشارت عرفات إلى أنه إن توافق مجيء الكهرباء مع المياه مرة فإنها قد تنقطع مرات كثيرة وهذا يجعلها معرضة لانقطاع المياه بشكل مستمر رغم محاولاتها الشديدة في الحرص عليها خلال الاستخدام.

وشددت أن انقطاع المياه بسبب الكهرباء أمر مزعج للغاية ويجعل حياتها هي وأفراد أسرتها خاصة أطفالها الصغار صعبة، فلا تعرف كيف تتجنبها في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية من جميع النواحي فلا يمكنها شراء المياه، أو الاشتراك بمولدات كهرباء لارتفاع ثمنها.

من جانبه، أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل، أن توقف محطة توليد الكهرباء عن العمل جعلت البلدية تمر بوضع معقد وصعب، وهو ما خلق عجزًا كبيرًا جداً وأثر على جميع مرافق المياه في مدينة غزة.

وقال لصحيفة ـ"فلسطين": "نعاني وجودَ استهلاك وطلب كبير على المياه من قبل المواطنين، ولكن البلدية تعمل بطاقة محدودة وعدد ساعات كهرباء ضئيل من أجل توصيل المياه لمنازل المواطنين".

ولفت أهل إلى أن تشعب خطوط الكهرباء في منطقة بعينها يعوق ويجعل وصول المياه للمنازل أمر صعب، ناصحاً المواطنين بوضع خزانات مياه أرضية ودفعها للخزانات العلوية في أوقات وصل التيار الكهربائي في ظل الأزمة.

مشكلة أخرى تواجه ربات البيوت هي تخزين الطعام أو الاحتفاظ به على الأقل ليومين أو ثلاث في الثلاجات أو في المجمد "الفريزر"، خاصة أن كثير من العائلات لا تزال تحتفظ بلحوم الأضاحي بعد عيد الأضحى الماضي.

مرفت عويضة توضح أن أبرز مشكلة تواجهها هي تخزين الطعام، فنظراً لعائلتها الكبيرة التي يصل عدد أفرادها إلى تسعة، إلا أنها تقوم بإعداد كميات كبيرة من الطعام من أجل إطعام عائلتها.

وقالت عويضة لصحيفة "فلسطين": "يومياً أُعِدُّ على الأقل صنفين من الطعام لأبنائي وكنت أقوم بتخزين الباقي في المجمد "الفريزر" واستعماله بعد عدة أيام، ولكن مع وضع الكهرباء في هذه الأيام أصبح موضوع التخزين ملغى من روتين حياتي".

وأضافت عويضة: "مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود كهرباء هناك صعوبة في حفظ الطعام من التلف، وبالتالي أصبحنا نعاني فقدان كميات كبيرة من الطعام الذي أصبحت مجبرة على تقليل كمياته وأصنافه تماشياً مع الأزمة الحالية".

وأوضحت أنها اضطرت في الأيام الماضية لطبخ كل كميات اللحوم التي حصلت عليها بعد عيد الأضحى وتجهيز أكلات لعائلتها بدلاً من تعرضها للتلف، خاصة أن الثلج المحيط بها بدأ في الذوبان بعد أقل من 20 ساعة من انقطاع الكهرباء.

جدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يمنع منذ أكثر من أسبوع إدخال الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء، وهو ما دفعها للتوقف عن العمل وتقليص ساعات وصل الكهرباء وهو ما أثر على كثير من القطاعات الحيوية والحياتية في قطاع غزة.