يشهد قطاع غزة، للأسبوع الثاني على التوالي، حالة من التوتر والتصريحات المتبادلة بالتهديدات بين قادة الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، فبينما تهدد المقاومة بأن القصف سيواجه بالقصف، بادرت سلطات الاحتلال إلى وقف إدخال جميع السلع والبضائع للقطاع عدا السلع والبضائع الغذائية والطبية فقط، ما ينذر بخروج الوضع عن السيطرة.
وجاء القرار الإسرائيلي بتشديد الحصار بعد (13) يومًا من إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، المنفذ التجاري الوحيد للقطاع أمام الوقود ومواد البناء.
وأبلغت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع التابعة للإدارة العامة للمعابر والحدود، أمس، شركات القطاع الخاص بقرار حكومة الاحتلال "وقف إدخال جميع السلع والبضائع للقطاع عدا السلع والبضائع الغذائية والطبية فقط".
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إن الاحتلال يحاول بقرارات تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، ابتزاز المقاومة في القطاع للقبول بشروطه وإملاءاته.
وأكد المدلل لصحيفة "فلسطين" أن هذه القرارات، "لن ترهب شعبنا ومقاومته في الدفاع عن حقوقه المشروعة والمكفولة".
وأضاف: "أي عدوان جديد على قطاع غزة لن يكون نزهة، فالمقاومة تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء إسرائيلي، والاحتلال لن يعيش الأمن مع استمرار احتلال أرضنا الفلسطينية ومواصلة وتشديد الحصار المفروض منذ سنوات طويلة".
وشدد على أن الحصار الإسرائيلي على غزة سينتهي وسيزول عاجلًا أو أجلًا، وأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحاول الهروب من الأزمة الداخلية التي يعيشها من خلال بتسخين جبهة غزة، وادعاء القدرة على كسر إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني، داعيًا لتنفيذ إجراءات كسر الحصار الناتجة عن وقف إطلاق النار 2014.
وحذر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إياد عوض الله، من أن قرارات الاحتلال بتشديد الحصار المفروض على غزة منذ 14 عامًا، "سيقودنا إلى جولة جديدة من التصعيد".
وحمل عوض الله في حديث لصحيفة "فلسطين" سلطات الاحتلال المسؤولية المترتبة على أي تصعيد عسكري على قطاع غزة، وتشديد الحصار، مشيرًا إلى أن التصعيد المتواصل ومنع وصول الوقود والبضائع، "خطوة غير محسوبة العواقب يتحمل الاحتلال نتائجها وتبعاتها".
وأضاف: "تشديد الحصار واستمرار القصف لن يثنى شعبنا عن مواصلة تمسكه بخيار المقاومة والدفاع عن أرضه ومطالبه المشروعة"، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال تمارس سياسات الخنق لدفع غزة لرفع الراية البيضاء.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني "لن يساوم على حقوقه وثوابته السياسية خاصة في القضايا المعيشية التي هي حق مشروع ومكفول"، داعيًا الاحتلال والمجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته من أجل رفع الحصار عن غزة.
وأكد عوض الله أن الشعب الفلسطيني سيواصل احتضان المقاومة والدفاع عنها؛ لأنها الحامي لحقوقه حتى تحرير أرضه ومقدساته كاملة.
وقال: "المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال الممارسة بحق القطاع، وعدم الاستجابة لحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة برفع الحصار"، مشيرًا إلى أن جهودًا تبذل من أجل احتواء التصعيد.