فلسطين أون لاين

نجحت زراعتها في غزة

تقرير في "كروم اللؤلؤ".. "ولادة" أصناف عنب تنافس "الدبوقي والقريشي"

...
190820_MH_00 (6).jpg

الشريف: هدف هذا التنويع التمكين الاقتصادي للنساء والشباب

المزارع شملخ: نود تجربة الأصناف الجديدة ولكننا بحاجة لأراضٍ زراعية فارغة

العيادي: أدخلنا طرقًا جديدة في تنويع الصناعات القائمة على العنب

أبو عودة: "التنمية الزراعية" أنشأت مشتلًا بمساحة 10 دونمات أنتجت 8 آلاف شتلة

غزة/ يحيى اليعقوبي:

تتباهى عناقيد عنب "الدبوقي والقريشي" المعروفة محليًّا في قطاع غزة بعنب "الشيخ عجلين"، وهي تتدلى بتاريخها القديم أمام 14 صنفًا جديدًا من العنب نجحت زراعتها في غزة، في إحدى زوايا معرض "كروم اللؤلؤ" الذي كان ميدانًا للإعلان عن "ولادة أصناف" تنافس العناقيد المسيطرة في السوق المحلي لأعوام طويلة.

ما إن تلج المعرض الذي نظمته جمعية "التنمية الزراعية" (الإغاثة الزراعية) بمدينة غزة، على يمينك تتدلى من حبل معقود بين عمودين خشبيين بلونه الأبيض عناقيد "موسكات"، بجواره عنقود "أوتيمريال" بلونه ما بين الأبيض والأحمر، وبجواره عنب "125 sps" ذو اللون الأبيض، وبقربه عنب "جميل" والذي يتميز بحباته الكبيرة ولونه الأبيض.

للأمام يخطف نظرك عناقيد "حلواني" ذو اللون الأحمر، وباللون الأصفر الذهبي يجاوره عنب "بيروتي"، ثم عنقود "بقبير"، وكذلك "سكار لوتا"، و"أوتم" بمزيجه بين الأسود والأبيض، وعنب "روكي" الأخضر، والعنب الأحمر "كرمسون"، وعنب "رد جلوب" الأحمر.

منسقة المناصرة والإعلام في جمعية التنمية الزراعية نهى الشريف تقول؛ إن المعرض: "الأول على مستوى القطاع، يتم فيه استهداف محصول العنب، يسلط الضوء على الأصناف التي جرى إدخالها لقطاع غزة خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي من الممكن أن تساهم في زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة وزيادة ربحية المزارعين".

وتضيف الشريف لصحيفة "فلسطين"، إن هدف هذا التنويع زيادة عدد المشاريع الصغيرة والتمكين الاقتصادي للنساء والشباب، لتحسين فرص العيش في ظل الحصار وانعدام فرص العمل، مبينة أن تعدد الأصناف، يؤدي إلى تعدد عمليات الإنتاج من مشتقات العنب، من المربى، والخل، ما يزيد فرص العمل والإنتاج والربح لدى النساء والشباب.

وتبعًا لحديثها، فإن هذه الأصناف جرت العناية بها في "كروم" عنب خاص، من قبل مهندسين زراعيين متخصصين.

قطع مشاهدة

يزيد المهندس الزراعي والمشرف على المعرض محمد أبو عودة في تعريفنا إلى هذه الأصناف، بعد جولة سريعة عرفنا فيها على الأصناف الجديدة، قائلًا: إن "الصنف "حلواني" يسمى "مخددًا" ويبدأ موسمه في شهر سبتمبر/ أيلول، أما "الزيني" والبيروتي" مزروعة بالضفة الغربية ويعطي حجمًا جيدًا في الثمار والعنقود، "والجميل" أحد الأصناف اللابذرية يكون إنتاجه في مايو/ أيار، و"سكار لوتا" ينتج في آب/ أغسطس.

قامت التنمية الزراعية بحسب أبو عودة، بزراعة قطع مشاهدة، وأنشأت مشتلًا، لعرض نجاح المنتجات بصورة حية أمام الجمهور، مبينًا أن مساحة المشتل 10 دونمات أنتج 8 آلاف شتلة، من 14 صنفًا، استفاد منها المزارعون في شتى أنحاء القطاع.

"منذ عامين رأى المشروع النور"، متوقعًا أن يغزو إنتاجها السوق المحلي خلال عام أو عامين.

كما أطلق المشروع حسب دراسة أجرتها الجمعية، يتابع أبو عودة: "لم يكن المشروع عشوائيًّا، قمنا برصد أشتال نجحت في بيئة تشبه بيئة قطاع غزة".

ماذا عن تخوف المزارعين في غزة من عدم نجاحها؟ "المزارع تعود على زراعات قديمة "الدبوقي والقريشي" يرد أبو عودة: "لذلك قمنا بجهدنا لإنشاء المشتل، والآن المعرض حتى نعرض المنتجات الناجحة، وسنقوم بعمل رحلات لتغيير قناعتهم حينما يرون زراعة العنب الناجحة أمامهم من أصناف مختلفة".

مشتقات العنب

في إحدى زوايا المعرض، تصطف زجاجات خل، ومربى، ودبس، مصنعة من العنب، قامت هنادي العيادي التي كانت تقف بجوار منتجاتها بإعدادها هي وفريق نسوي، كانت زاويتها الأكثر جذبًا للحضور، ففيها خصصت مساحة مفتوحة لتذوق الزوار من كل الأصناف التي افترشت سطح طاولة "طويلة عريضة".

"ركزنا على الصناعات القائمة على العنب، من ورق دوالي، مخلل "مكبوس"، العنب الأخضر، والأحمر، والأسود، المربى، الدبس، وكل شيء يدخل في صناعات العنب".. تستهل حديثها لصحيفة "فلسطين"، وبدت سعيدة بعدما لاقت صناعة يدها استحسان الوافدين فرائحة "الدوالي" "الشهية" كانت تجذب أي زائر.

تتحدث عن طرق صناعة الخل، مضيفة: "الخل له أكثر من طريقة، ويحفظ بدرجة حرارة عادية لا يحتاج إلى تبريد، ونتحكم في نسبة الملوحة، والدبس يطبخ مع السكر".

تشير بيدها نحو زجاجة ممتلئة بحبات عنب، تواصل شرحها: "هذه طريقة قديمة، يتم فيها إسقاط حبات العنب في الزجاجة حتى تمتلئ، ثم نتركها فتصبح خلًّا طبيعيًّا دون إضافات، ويستخدم كعلاج و"منكه للطعام".

بجوارها زجاجة أخرى لكن هذه المرة لورق العنب "الدوالي" دون مياه، توضح آلية تخزينها: "نلف ثلاث ورقات ببعضها ثم نضعها في الزجاجة، ونكرر العملية حتى تمتلئ الزجاجة المهم أن نستمر في العملية حتى لا نترك مجالًا للهواء بداخله، فتحتفظ الورقة بجودتها كأنها مقطوفة من الشجرة".

قلة مساحة

"هذا إنتاج بلادنا، وعنبنا، لازم نفتخر فيه".. يقف المزارع عبد الرحمن شملخ بجوار عناقيد عنب "الدبوقي والقريشي"، متباهيًا بأصالة الصنفين بلهجته العامية: "اليوم هما اللي ماشين بالسوق، بيعطوا إنتاج كويس"، يقول لصحيفة "فلسطين".

رغم خبرة شملخ على مدار أربعين عامًا في زراعة العنب، فإنه لم يتعرف إلى الأصناف الجديدة إلا صنفًا واحدًا زرعه لثماني سنوات، ويدعي "الجميل" وخصص له ثلاثة دونمات من أرضه، يضيف عن ذلك: "زرعته وأعطى إنتاجًا ممتازًا في أول خمس سنوات، وبعد العام الثامن قل إنتاجه".

المزارع الذي يخصص عشرة دونمات لزراعة عنب "القريشي والدبوقي" يود اللجوء لزراعة صنفين من الأصناف الجديدة ولأنه لا يستطيع قص شجر العنب القديم، يأمل في أن يُمنح مع بقية المزارعين أراضي فارغة لزراعة أصناف جديدة.

المصدر / فلسطين أون لاين