رحبت وزارة الثقافة وفصائل فلسطينية في غزة، بمقاطعة أدباء وشعراء، وسحب ترشيحاتهم من جوائز إماراتية؛ رفضًا لـ"اتفاق العار" التطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعمًا للقضية الفلسطينية.
وأعلن عدد من الروائيين والأدباء العرب خلال الأيام الماضية، انسحابهم من مسابقات وفعاليات ثقافية وأدبية إماراتية؛ رفضًا للتطبيع، ونصرةً للشعب الفلسطيني.
وكان آخر هؤلاء، الكاتبة المغربية الزهرة رميج، حيث سحبت ترشيحها لجائزة الشيخ زايد للكتاب عن روايتها "قاعة الانتظار"، فيما سحب الشاعر الناقد الجزائري بشير ضيف الله ترشيحه لجائزتي الشيخ زايد- فرع الدراسات النقدية والشارقة لنقد الشعر، وغيرهم من الناقدين في دول عربية وإسلامية.
كما أكد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، رفضه المطلق لكل أشكال التطبيع، مطالبا بنقل مقر اتحاد الأدباء والكتاب العرب من العاصمة الإماراتية أبو ظبي إلى أي عاصمة عربية أخرى.
وعدّ الاتحاد في بيان له أمس، إقدام الإمارات على التطبيع مع الاحتلال خيانةً للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية، وتجاهلًا لكل التضحيات والحقوق العربية.
وأضاف أن التطبيع مع الاحتلال هو تمهيد له للسيطرة على مقدرات وثقافة وقرارات الأمة، مطالبًا بتشكيل جبهة عربية من الأدباء والمثقفين العرب لمواجهة التطبيع، وتفعيل قرارات المقاطعة العربية وقرارات اتحاد الأدباء العرب السابقة والخاصة بمواجهة عمليات التطبيع، وفي مقدمتها التطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي.
وكيل وزارة الثقافة بغزة أميرة هارون، ثمّنت جهود الشعراء والناقدين الرافضة للتطبيع والداعمة للقضية الفلسطينية، مشيرةً إلى أن هذه المواقف الشجاعة ليست غريبة على تلك الشخصيات المناصرة للحق الفلسطيني.
وقالت هارون لصحيفة "فلسطين": إن هذه المواقف لم تنتهِ بعد، فالشعب الفلسطيني وقضيته موجودان في قلوب الشعوب والنخب في الوطن العربي والإسلامي، وهي بلسم يداوي جراحنا في ظل الهرولة نحو التطبيع.
ووصفت هذه المواقف بـ"الرائعة" كونها تُظهر مدى دعم النخب والأدباء في الوطن العربي للقضية الفلسطينية.
ولفتت إلى أن وزارتها تواصلت مع هؤلاء الشعراء، وثمنت مواقفهم الرافضة للتطبيع، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يحتاج هذا الدعم كونه يدلل على حق الفلسطينيين الشرعي وأنهم على طريق الصواب.
ودعت كل المثقفين والأدباء العرب والمسلمين لدعم القضية والحق الفلسطيني، معتبرةً ذلك "مقاومة مهمة أقوى من الطائرات والأسلحة".
بدوره، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم: إن حركته تقدر كل المواقف الرسمية والشعبية الرافضة لمسار التطبيع واتفاق الإمارات مع الاحتلال.
وعدّ قاسم خلال حديثه مع "فلسطين"، هذه الخطوة "تعبيرا عن الضمير الجمعي للأمة العربية، الذي ما زال يعتبر فلسطين قضيته المركزية، والاحتلال العدو المركزي للأمة".
وأضاف أن هذا يؤكد عزلة الجهات التي تحاول التطبيع مع الاحتلال، وأن كل جماهير الأمة بكل فئاتها تقف ضد هذا المسار وتصطف إلى جانب شعبنا ونضاله المشروع ضد الاحتلال.
وطالب بضرورة عزل الأطراف التي تسعى للتطبيع مع الاحتلال باعتبارهم منعزلين عن الأمة ولا يسيرون وفق مصالحها العليا، مشيرا إلى أن سلوك المطبعين ضد الأمن القومي العربي.
ودعا قاسم إلى مزيدٍ من الخطوات للضغط على الأطراف التي تذهب للتطبيع كي توقف هذا المسار المُضر بالشعب الفلسطيني.
إلى ذلك، عدّ عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة، سحب الكاتبة المغربية "رميج" ترشيحها، وغيرها من الكتاب والأدباء، "انتصارًا ووفاءً لفلسطين، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، ورفضا لاتفاقية العار بين دولة الإمارات والاحتلال".
وثمّن الحساينة هذا الموقف الأصيل الذي يعبر عن عمق ارتباط الشعوب العربية والإسلامية بفلسطين ورفضها التطبيع مع الاحتلال، مبينا أن مثل هذه المواقف الشجاعة تجسد ضمير الأمة الحي وانتمائها لقضية فلسطين كقضية للأمة والأحرار في العالم.
كما اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، خطوة الانسحاب من المسابقات، بمثابة إكمال لحلقة الضغط الشعبي والرسمي، التي تهدف لدفع الإمارات للتراجع عن اتفاقية التطبيع.
وقال أبو ظريفة للأناضول: إن الجائزة الحقيقية لنا ولكل الكتاب والأدباء العرب، هي تراجع الإمارات عن اتفاق التطبيع، مثمنا خطوات ومواقف الكُتاب الوطنية التي تنسجم مع الموقف الفلسطيني المُطالب بضرورة مقاطعة الإمارات وعزلها.
وفي 13 أغسطس/ آب الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات والاحتلال إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، وصفه بـ"التاريخي".
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع، واعتُبر "خيانةً من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين (تل أبيب) وأبو ظبي، تتويجًا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين الطرفين.