فلسطين أون لاين

مطالب إنهاء حصار غزة "ليست مستحيلة"

حوار عزام لـ"فلسطين": الموقف الفلسطيني حجر رحى مواجهة التطبيع

...
الشيخ نافذ عزام
غزة/ جمال غيث

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، أن "الموقف الفلسطيني حجر الرحى وهو الأساس ولا بد منه لمواجهة التطبيع مع (إسرائيل)"، وفيما أشار إلى أن الوحدة الفلسطينية قادرة على إفشال جميع المخططات، أكد أن المطالب الفلسطينية المعروضة لإنهاء حصار غزة "ليست مستحيلة".

ووصف الاجتماع الذي عقد مساء أمس، بين الفصائل الفلسطينية في رام الله، بـ"المهم جدًا ويؤكد أن الجميع في خندق واحد لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه قضيتنا".

ورأى عزام في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الفرصة لا زالت قائمة بين جميع الفصائل رغم التباينات والخلافات للوصول إلى موقف مشترك لمواجهة التطبيع، مضيفًا: "الرسالة واضحة لكل قادة الشعب الفلسطيني للعمل على توحيد الموقف الداخلي".

وأبدى عزام استغرابه من توقيع الإمارات اتفاق العار التطبيعي مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تضاعف فيه الأخيرة من سلوكها وقبضتها لتصفية القضية الفلسطينية، ومع وصول الإدارة الأمريكية لذروة التطرف في التعامل مع الفلسطينيين وعموم العرب.

وقال: "إن التطبيع مع الاحتلال ضد المنطق، وسلوك محكوم عليه بالفشل"، مشيرًا إلى فشل كل التجارب السابقة التي حاول أصحابها التطبيع مع (إسرائيل) ومحاولة إدخالها للمنطقة لتصبح كيانًا طبيعيًّا.

وأوضح عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أنه رغم مرور 72 عامًا على إقامة الكيان الاحتلالي لم تتحول (إسرائيل) إلى كيان طبيعي وظلت غريبة عن المنطقة، وتتعامل بعداء شديد مع كل المحيط، ولا زال كل أبناء الأمة ينظرون للاحتلال على أنه كيان دخيل طارئ استثنائي لا يمكن التعايش معه.

ولم يستبعد عزام، أن تلتحق دول عربية أخرى بمسار التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي "في ظل الانهيار الأخلاقي والقيم والمبادئ السياسية العربية".

وأضاف: "في ظل عجز العرب عن إسناد الفلسطينيين وانشغال الكثير من الحكومات العربية بإحكام قبضتها على شعوبها، ستلحق دول أخرى بركب التطبيع الإماراتي ظانًا أن (إسرائيل) تأشيرة عبور لنيل الرضى الأمريكي".

وشدد عزام في المقابل، على أن التطبيع مع الاحتلال لن يؤثر في إرادة الشعب الفلسطيني ولن يوقف مسيرته، "بل سيراكم مع شعوب الأمة الغضب وهو أمر لا يمكن تجاهله حتى لو طال الزمن".

تضليل مفضوح

وعن تصريحات ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بأن بنود الاتفاق تتضمن وقف (إسرائيل) ضم الأراضي الفلسطينية، قال القيادي الفلسطيني: "هذا كذب وتضليل ومحاولة للتمويه وتقديم بعض الحجج لدعم الاتفاق ودعم التطبيع"، مؤكدًا أن الاحتلال يضع الأولوية لمخططاته ومصالحه ولا يتأثر بأي ضغط من أي طرف.

وأضاف عزام: "الاحتلال الإسرائيلي هو الكاسب الوحيد من الاتفاق وسيجمل وجهه من خلال التطبيع، وستفتح أمامه أبواب وأسواق العالم وسيحظى بقوة دفع هائلة للاقتصاد الإسرائيلي، ولن تحقق للإمارات أي مكسب".

ودعا كل تيارات ومكونات الأمة للعمل من أجل مواجهة التطبيع، ولأن يكون هناك دور واضح للعلماء والمثقفين والنخب، فلا يجوز أن ينأى أحد بنفسه عن القيام بالواجب المطلوب، "فهذه لحظة فارقة في تاريخ الأمة، فمسؤولية التصدي لهذه الانهيارات لا تقع على عاتق الفلسطينيين وحدهم".

وحث العلماء على الخروج بمواقف واضحة وحازمة وقوية لتعرية المطبعين والتصدي لهم، قائلًا: "لن يجد العلماء صعوبة في الخروج بمواقف واضحة وحازمة وقوية لتعرية المطبعين والتصدي لكل الحجج التي تطرح لتسويغ التطبيع".

كما دعا عزام الحكومات العربية الرافضة للتطبيع إلى المبادرة باتخاذ خطوات جادة وحازمة لمحاسبة المطبعين.

حق فلسطيني

وعن التصعيد الإسرائيلي على غزة وتشديد الحصار وزيارة الوفد الأمني المصري، قال: "هناك حق فلسطيني والمطالب الفلسطينية المعروضة ليست مستحيلة (...) نتفهم الواقع الصعب الذي تمر به المنطقة ونقرأ الواقع بشكل إيجابي، ولكن لا يمكن القبول بإبقاء غزة في حالة موت سريري".

وأكد تمسك الفلسطينيين بموقفهم "لأنه موقف واقعي وعاقل، وأن الضغط يجب أن يوجه برمته إلى الاحتلال الذي يفرض الحصار ويحاول زيادة معاناة الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن شعبنا الفلسطيني يتحرك بمسؤولية.