أعلن دبلوماسي أمريكي، السبت، أنّه لا دعم مالي للبنان قبل أن تبدأ إصلاحات حقيقية.
جاء ذلك في تصريحٍ صحفي أدلى به وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل، في ختام زيارته إلى لبنان.
وقال هيل: "عندما نرى أن القادة اللبنانيين يقومون بتغيير حقيقي قولاً وفعلا، عندها تستجيب أمريكا وشركاؤها بدعم مالي مستدام للبنان".
ولفت هيل إلى أن حكومة الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الكونغرس للتعهد بتمويل إضافي بقيمة 30 مليون دولار لتسهيل تدفق الحبوب عبر مرفأ بيروت بشكل عاجل ومؤقت.
وكانت الولايات المتحدة قد تعهدت في وقت سابق بتقديم مساعدات أولية إلى لبنان بقيمة 17 مليون دولار لمواجهة تبعات الانفجار، بحسب بيان صادر عن السفارة الأمريكية في بيروت.
وأكّد هيل أن "هذه المساعدات ستكون تحت الإدارة المباشرة لبرنامج الغذاء العالمي عبر المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص".
وأشار إلى أنّ انفجار بيروت المأساوي ناتج عن "عقود من سوء الإدارة، والفساد والفشل المتكرر للقادة اللبنانيين في تحمّل المسؤولية".
وقال: "الولايات المتحدة تدعو القادة في لبنان إلى الاستجابة لمطالب اللبنانيين ووضع خطة موثوقة للاصلاح الاقتصادي والمالي ووضع حد للفساد المشتري".
وكان هيل قد أعلن في وقت سابق السبت، أن فريقا من مكتب التحقيق الفيدرالي "FBI"، سيصل العاصمة بيروت نهاية الأسبوع الجاري، للمشاركة في تحقيقات انفجار المرفأ.
وزار هيل بيروت لمدة ثلاثة أيام، التقى خلالهم سياسيين وقادة وشخصيات مدنية وناشطين.
ويواجه الساسة في لبنان اتهامات بالفساد يوجهها ناشطون ومتظاهرون.
وفي 4 أغسطس/آب الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 178 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، وعشرات المفقودين، بحسب تقديرات رسمية سابقة.
كما سبب الانفجار بدمار مادي هائل، وخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفقا لأرقام رسمية غير نهائية.
ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، الإثنين، بعد أن حلت منذ 11 فبراير/ شباط الماضي، وكُلفت حاليا بتصريف أعمال البلاد التي تعيش حالة طوارئ.
ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.